Blogger templates

27 مايو 2016


عبدالرزاق العزعزي:


"يستقبل جميع الفتيات بدون تمييز" جملة قالتها المحامية (عذراء الرفاعي) عن (دار الرعاية الاجتماعية للفتيات) بعد الزيارة التي قامت بها عددًا من ناشطات المجتمع المدني الكويتي للتعرف على الدار من الداخل، وجاءت الزيارة تنفيذًا لإحدى توصيات الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان في الندوة التي نفذتها مسبقًا حول العنف الأسري في المجتمع الكويتي.

الدار المغلق من كل الاتجاهات لا يوحي للزائر بأنه معتقل بل يحوي حياة اجتماعية خاصة به ويراقبه اخصائيين اجتماعيين ونفسيين وتربويين؛ يوفرون الأمن والطمأنينة والرعاية المناسبة.

يعد الدار تابعًا لقطاع الرعاية الاجتماعية الخاص بخدمة رعاية الأحداث في وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ويهدف إلى بث الوعي في الفتيات اللاتي يطلق عليهن "نزيلات" بحسب الرفاعي، ويحثهن على الحياة الفعالة ليتمكنن من الاعتماد على أنفسهن والعودة إلى المجتمع كأفراد أسوياء.

يقوم بإيواء الأحداث المنحرفين أو المعرضين للانحراف والمنحرفات فعلًا وتعديل سلوكهم إلى السلوك الذي يتفق مع القيم والعادات السائدة في المجتمع والحدث هنا هو الذي لم يتجاوز السابعة عشر من العمر، أما المنحرف فهو من ارتكب أي فعل يعاقب عليه القانون.

ناشطات مجتمع مدني في دار رعاية الفتيات:
عن الزيارة التي قام بها الفريق الذي خرج من الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان؛ قالت المحامية "عفراء الرفاعي" إن فريقًا مكونًا من "السيدة زهور البريدي الدكتورة شريفة الخميس، الدكتورة سناء العصفور، الدكتورة فاطمة الحويل، الدكتورة عنود الشارخ، السيدة سحر الشوا بالإضافة إلى أروى الوقيان وهي كاتبة صحفية والمحامية الرفاعي، قام بزيارة الدار والتقى برئيسته "نورة السبيعي" ونائبتها "هيفاء المطيري" ورئيس قسم التوجيه الفني "طاهر شعبان" والسيد "سلطان الهاجري".

من جهتها قالت الدكتورة "شريفة الخميس" إن الفريق اطلع على نظام الدار وقوانين العمل وتقسيماته، وقالت إن الزيارة أثرت فيها حين عرفت عن عدم تعاون الأهل مع القائمين على الدار وذلك لحل مشاكل الفتيات رغم أن فريق العمل يحتوي على اخصائيين متمكنين ولا يتوانوا عن خدمة الفتيات.

الزيارة شدت انتباه السيدة "سحر الشوا" إلى أنه هناك عنفًا آخر تتعرض له المرأة الكويتية فلم تكن تتخيل أن النتائج مختلفة بين الولد والبنت التي يتم تركها تمامًا، إلا أن نسبة العلاج تنجح معها بنسبة 70 بالمائة".

ولاحظت السيدة "زهور البريدي" أمين عام عضوات رائدات السلام اهتمامًا واضحًا من إدارة الدار على رفع مستوى القائمين على الدار وتأمين ما يلزم أي فتاة للوصول إلى حياة أقرب ما تكون الحياة الطبيعية ضمن الأسر المحِبة.

مشيرة إلى أنهم تعرفوا على الخدمات الاجتماعية للدار بسبب أن الفريق الزائر على درجة علمية وعملية تؤهلهم من تقديم المساعدة ويد العون للفتيات، وقالت أن الفريق ناقش ما يقدمه الدار على الصعيدين المعنوي والمادي للفتيات بالإضافة إلى الأنشطة التي تأتي حرصاً على استغلال الطاقات والقدرات.

وخلال الزيارة قالت الدكتورة "سناء العصفور" أنه قبل عقاب الأطفال يجب تقويم سلوكهم عن طريق الدعم النفسي والاجتماعي في الدار، مشيرة إلى أنه مهما كانت نوعية الابنة التي اتخذت أساليب لإثبات نفسها وتمردت على قوانين الأسرة فهي تحتاج إلى توجيه وتبصير في نوع المشكلة بشكل مستمر من خلال جلسات مستمرة في الخدمات التي يقدمها الدار.

الخدمات التي يقدمها الدار:
لا يعمل الدار على التمييز بين الفتاة الكويتية أو الأخرى في استقباله لحالات الفتيات اللاتي تحول ظروفهن الاجتماعية والنفسية والبيئية والذاتية عن التكيف مع المجتمع ليعمل على توفير الأمن والطمأنينة والرعاية المناسبة لهم؛ تنفيذًا لسياسة وزارة الشئون الاجتماعية والعمل.

ويقدم رعاية اجتماعية، نفسية، تعليمية، صحية ودينية، بالإضافة إلى عدد من البرامج والأنشطة الداخلية كاجتماعات الأسرة والأنشطة الرياضية، الثقافية وأنشطة التربية الفنية، كما يقدم أنشطة خارجية كالرحلات والجولات، وتهدف هذه الأنشطة لتقديم الراحة للنزيلات حيث تساهم في استقرارهم في الدار وشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد.

وحول هذا قالت الدكتورة "شريفة الخميس" حمدت الله على الخدمات التي تقدم للفتيات في الدار فهناك الكثير من الأنشطة المعدة للفتيات مثل قيامهن بحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام التجويد صباحًا، بينما في المساء تلتحق الفتيات بالمدرسة في الدار وهي مدرسه نظامية تابعة لوزارة التربية.

يسمح الدار بزيارة الأهل لابنتهم عن طريق توفير مكان خاص لهم، ولا يسمح بخروج النزيلة إلا بعد الاطمئنان عن حالتها، ومعالجتها في الدار وعمل جلسات مع أسرتها في منزلهم وتقديم الدعم والعلاج للأسرة حتى تعود الفتاة لبيئة آمنة.

وحين يتم إحالة الحالة إلى "النزل" وقبل انضمامها تخضع للفحوصات الطبية لضمان سلامة الجميع ثم يتم التعامل مع الحالة بانفراد والتحدث معها ومعرفة مشكلتها.

تكوينات الدار وآلية الانضمام إليه:
 قالت السيدة (نوره السبيعي) إن (دار الرعاية الاجتماعية للفتيات) يضم: (دار الملاحظة الاجتماعية للفتيات) الذي يختص بالتحفظ على الأحداث المنحرفات كحبس احتياطي على ذمة القضية المتهمة فيها للدار صادر من نيابة الأحداث، و (دار التقويم الاجتماعي للفتيات) الذي يختص بإيواء ورعاية الأحداث المنحرفات اللواتي لم تجد التدابير العلاجية نفعا في تعديل سلوكهن أو منع تكرار انحرافهن بعد أن يصدر بحقها حكما قضائيا من محكمة الأحداث أو غيرها من المحاكم المختصة بحبسها.

كما يضم (دار الرعاية الاجتماعية للفتيات) الذي يختص برعاية فئات الأحداث المنحرفة اللواتي أتممن السابعة ولم يتمن الثامنة عشر واللواتي تأمر محكمة الأحداث بإيداعهن بالدار لحين تحسن سلوكهن إلى الأفضل بعد اكسابهن انماط السلوك المقبولة اجتماعيا بما يتماشى مع قيم المجتمع بعد أن يصدر بحقها حكما قضائيا من محكمة الأحداث أو غيرها من المحاكم يقضي بإيداعها بالدار.

وقال الأستاذ سلطان الهاجري إن الدور يحوي أيضًا (دار الضيافة الاجتماعية للفتيات) وينقسم إلى: (مركز استقبال) يختص باستقبال الفتيات لمعرضات للانحراف المحولات من شرطة الأحداث، وزارة التربية، ولي الأمر، الحدث نفسه، ضيافة الأحداث، و( قسم الضيافة الاجتماعية) الذي يختص بإيواء الفتيات المعرضات للانحراف بعد دراسة حالتها بمراكز الاستقبال ووضع خطة الرعاية المناسبة لكل منهن وذلك بناء على قرار هيئة رعاية الاحداث بإيداعهن بدار الضيافة الاجتماعية للفتيات.

ملاحظات على الدار من الداخل:
لاحظت الكاتبة الصحفية "أروى الوقيان" وجود بعض الأمور التي لم تتناسب معها كناشطة حقوقية تنتمي للمجتمع الكويتي، وأولى هذه الملاحظات هي "عدم قبول المتطوعين في الدار" متمنية أن يتم إعادة النظر في هذا الأمر.

الملاحظة الثانية هي "إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب والعباءة" متمنية أن يتم استبدال هذا القرار بـ: "اللباس المحتشم وعلى الفتاة اختيار أن تتحجب أم لا".

فيما اقترحت الدكتورة "فاطمة الحويل" أن يكون للمشرفات والمشرفين في الدار رؤى تجعل من الضيافة تحوي عنصرًا من عناصر اصلاح الفتاة الشابة وليس ايواءها بشكل مؤقت، وقالت: "ظاهر الأمر أن الوزارة تتعامل مع الدار على أنه ملجأ مؤقت للفتيات وليس مكاناً للتأهيل الذي يأخذه المشرفات والمشرفون على عاتقهم برعاية ضعيفة من الوزارة".

فيما لفت نظر الدكتورة "شريفة الخميس" عدم وجود فتيات معنفات في الدار بل فتيات قمن بارتكاب جرائم نحو أنفسهم أو نحو أسرهن أو نحو ذاتهن.

وعلى السياق أكدت السيدة "زهور البريدي" أنها تمنت أن يقوموا بمقابلة إحدى الفتيات ولم يتوفقوا واتفقت معها المحامية "عفراء الرفاعي" التي أضافت إنهم لم يتمكنوا من الجلوس مع أي حالة من الحالات الست المتواجدة في الدار.

وفي الوقت الذي أثنت فيه الرفاعي على الجهود المبذولة من قبل الموظفين القائمين على الدار واهتمامهم بالفتيات وما يقدمونه؛ قدمت الشكر لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل والوزيرة الدكتورة "هند الصبيح" على ما تسعى إليه من رعاية الأحداث، وأن ما تخطيه من خطوات النجاح لتقدم النساء وحمايتهن يجعل على الوزيرة التزاما بأن تنشأ دارا للنساء المعنفات اللاتي فشلت حياتهن الزوجية أو تعرضن للعنف غير المقبول من ذوييهم أو من انتهت مدة أحكامهن وتجاوزت الثامنة عشر أو من خرج من دار الرعاية بسبب بلوغه سن الرشد أو من تخلت عنها أسرتها ولا يجدن مكانا يذهبن إليه ليكون مأوى لمدة مؤقتة تؤهل بها وتوفر لها الأمان.

مبادرات فريق الزائر:
الدكتورة "شريفة الخميس" عرضت على المسئولات في الدار أنه في حالة الحاجة إلى العلاج والارشاد النفسي فإنها ستقدم ذلك من أجل مصلحة الفتيات، وأبدت استعدادها للحضور في حالة طلبوا ذلك منها، ناهيك أثناء الأنشطة وذلك للتعرف على الفتيات والتقرب منهن لمساعدتهن في إعادة تأهيلهن نفسيًا وإعادتهن إلى بر الأمان.

فيما اقترحت السيدة "سحر الشوا" أن يتم العمل على بناء قدرات القائمين ومحاولة استقطاب أناس أكثر للعمل معهم وانجاح مجهوداتهم يجب أن نتكاتف جميعاً من أجل المساعدة، واتفقت معها الدكتورة "العنود الشارخ" التي قالت: "القائمين على الدار يستحقون منا كمجتمع مدني أن نساندهم ونقدم لهم الدعم وللفتيات" و: "نساهم في تسهيل ادماجهم في المجتمع".

مطالبات:
طالبت "الرفاعي" من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل بتوفير دار للنساء المعنفات فوق الـ 18 سنة إسوة بدار الرعاية الاجتماعية الفتيات، ودعت الحكومة بإمداد الدار بما ينقصه من جهاز فني، دعم مالي، موظفين وهو ما اتفقت معه "الوقيان" بأن: يزداد حجم الجهاز الفني وتوظيف المتقاعدات في الدار.

الرفاعي دعت منظمات المجتمع المدني لتقديم دورات تدريبية تأهيلية للقائمين على الدار، ودعت وسائل الإعلام لتقديم الدعم الإعلامي اللازم حتى يتعرف المجتمع عن الدار وخدماته.

وطالبت "الحويل" من الوزارة أن تقوم بتعيين فريقا للإصلاح الاجتماعي يسير أمور دار الرعاية ويقوم بتثقيف النشء بكيفية التعامل مع المشاعر الشخصية المختلفة وتثقيف الأسر بكيفية التحلي بالصبر وتبني الحكم الناضج ورد الفعل الهادئ على تصرفات النشء والتفرقة بين التصرفات الطبيعية وبين من يريد دفع أسرته لتقبله رغما عن ثوابتها وثوابت المجتمع.

من جهتها قالت "الوقيان" أن فتيات الدار بحاجة إلى مركز ثقافي يتم به ممارسة القراءة بمختلف أنواعها وليس فقط كتب الدين بل التاريخ والقصة والأدب مع أهمية وجود مرسم فني كون الثقافة تهذب الأخلاق.

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد