Blogger templates

19 يونيو 2017

عبدالرزاق العزعزي:


لكل شخص الحق في مُمارسة مُعتقده ولا مُعتقده، ولكل شخص الحق أن يُعارض المُعتقد الذي لا يؤمن به، هذه الأمور فطرية لدى الإنسان، "اللا حق هو العُنف وصناعة العِداء مع الآخر".

علاقة الإنسان مع الخالق، لا يجب أن يتدخّل بها سوى الخالق نفسه، هو الوحيد الذي يملك مُطلق الحريّة في مُعاقبة من يكفُر به ومُكافئة من يؤمن به، لكن علاقة الإنسان بالإنسان يجب أن يتم تنظيمها بشكل يتناسب مع الجميع، بكل أفكارهم ومُعتقداتهم وانتماءاتهم وألوانهم ولُغتاتهم، يجب أن يكون هُناك قانون جمعي، يحمي الإنسان من أن يتعرّض له أخيه الإنسان سواء بالكلمة غير السوية أو بالفعل الذي يتفق عليه الجميع بأنه غير جدير بالاحترام.

إن عِبادة الله هي شكل من أشكال علاقة الإنسان بخالقه، ومهما كانت شكل العبادة أو القائمين عليها فإنهم يظلّون بشرًا، ويُمارسون حقهم (الطبيعي) في الحياة ويقومون بالترويج له عبر أدواتهم المُتاحة، المُهم أنهم لا يؤذون الآخرين، وأقول "لا يؤذون" وأنا أقصد بالأذية: "تلك التي تدفع باتجاه العُنف بأي شكلٍ من الأشكال، أو تدفع باتجاه التحريض على الآخرين أو تزيد من التفرقة المجتمعية"، أما ما دون ذلك فللجميع الحق في الفعل أو القول.

وما يدور من مُناقشات حول المُبادرة الفريدة من أستاذة العلوم السياسية "الهام مانع" التي أدّت دور الإمام في مسجد (ابن رُشد - جوته)؛ هذه المُناقشات طبيعية للغاية، غير الطبيعي هو أن يتحوّل بعض المُتشددين إلى مُدافعين بعُنف عن أفكارهم، سواء الأفكار المؤيدة أو المُعارضة، فمن الجيد أن تتصارع الأفكار، لكن السيء هو أن يتحوّل الصراع إلى عُنف أو نبذ أو كراهية.

قدّموا أفكاركم للناس، ولا تُقدّموا عضلاتكم، العضلات تدفع باتجاه المزيد من التفرقة، بينما الأفكار تدفع باتجاه المزيد من الوعي.

قوموا بإشاعة المحبة وليس التفرقة

اعملوا على أن يتبعكم الناس بحُسن تعاملكم وُرقي خطابكم وليس بالترهيب في الكلمة أو الاستخفاف بالآخرين.

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد