Blogger templates

2 يوليو 2017

الشيخ العُديني - الصورة من صفحته على الفيس بوك

عبدالرزاق العزعزي:


الشيخ/ عبدالله أحمد علي العديني ليس رجلًا قاسٍ في توصيفه لمُجمل القضايا التي يتحدّث عنها، بل هو رجل أُصُولي، وأقصد بالأُصُولية هُنا، ما يتم الإشارة إليها بكونها: قناعة مُتأصّلة، نابعة عن إيمانٍ بفكرةٍ، أو منظومة قناعات دينية.

يجتهد الرجُل دائمًا في وضع تفسيرات لأي قضية، واجتهاداته يجب أن تكون محل احترام وليس محل سُخرية، فالسُخرية لا تُنتج حلول بل تزيد من تعقيد المشاكل، وتبُث المزيد من الكراهية والتفرقة بين الأصوليين وبين الحداثيين.

وفي حال وجوب طرح أفكار تنويرية، فلا يجب أن تخرُج عن السياق (المحترم) لاسيما في سياق ما وفّرته الثورة التكنلوجية من معارف مُختلفة نقلت العقل البشري من مرحلة الوصاية إلى مرحلة التفكير الذاتي، "وهي مرحلة أنتجت المواجهة والاصطدام بالواقع بعدما عجزت التصوّرات الأُصُولية عن تقديم تفسيرات عصرية بل اعتمدت على ما تملكه من تفسيرات أُصُولية لا تتناسب مع وضع الحياة الحالي ما أنتج موجات من العُنف تجاه المُتبنين لأفكار حداثية".

إن التفسير الأُصولي الذي وضعه العُديني تجاه جريمة اغتصاب الطفلة (#رنا_يحيى_المطري) اجتهاد غير مقبول بالمرة، فالاجتهادات يجب أن تُراعي مُجمل التغييرات المجتمعية المُرتبطة بما تُمر به البشرية من قفزات نوعية في نمط واسلوب الحياة، فلا اللوم يقع على الأم ولا على الطفلة ولا على تُجّار الملابس، وإن كان لابُد من وضع اللوم فإن المُلام الحقيقي هو العقلية المجتمعية التي ترفض أن تتقبل الواقع ومازالت تُحارب العصرنة وأشكالها مع أن الأدوات التكنلوجية (العصرية) مُنشترة بشكل مهول.

إذا كان ولابُد من التوعية، فلا يجب توعية الأُمّهات بتنميط ملابس الأطفال، فالنساء تتعرّض للتحرش مهما كانت ترتدي من ملابس فضفاضة وساترة، التوعية لابُد من توعية المجتمع بأن (يحترم نفسه) وأن يتقبل الآخرين بأشكالهم وتصرفاتهم. وبدلًا من نشر #الكراهية ضد الآخرين، من الواجب نشر #المحبة والتعايش فهما الأحق بالاجتهاد، وهما المطلب الضروري الذي تحتاجه اليمن في الوقت الراهن.


عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
كيف يمكن مواجهة الحرب
«
التالي
انفوجراف: الكوليرا في اليمن

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد