Blogger templates

22 أغسطس 2017


عبدالرزاق هاشم العزعزي:

السؤال: هل الحوثي مستعد لخوض معركة مع صالح؟

أجّل الحوثي معركتهم المُباشرة مع صالح منذ اقتحامهم صنعاء، لم يكونوا على استعداد تام لفتح جبهة حرب جديدة، على النظام الذي خاض معهم ستة حروب في صعدة، فالتشتّت في الجبهات سيعمل على انهاكهم أكثر واضعاف جبهات حرب كثيرة، أهمها جبهة الحدود التي يُشارك بها عدد كبير من أنصار المؤتمر الشعبي العام.
لقد كانت خطة الحوثيين هي اضعاف صالح شيئًا فشيئًا: "سحب السُطات من بين يديه" بدءً من الجيش والأمن ثم المؤسسات واحكام السيطرة على القرار المحلي، وفي ظل هذه الأحداث التي مارسها الحوثيين ضد نظام صالح، لم يعمل المؤتمر كحزب سياسي على أي تصعيد واضح، أو مواجهة مُباشرة، باستثناء مطالبات القواعد من قيادة المؤتمر أن تتدخل لدى الحوثيين عندما تم اقصاء عدد من التربويين.
أعتقد أن علي عبدالله صالح كان يُراهن على: "المال السايب يُعلّم السرقة" وهذا ما حدث فعلًا فالفساد الذي مارسه الحوثيين في مؤسسات الدولة وامتناعهم عن الايفاء بمهامهم كسُلطة أمر واقع، شوّهت من تعاطف الكثير مع الحوثيين الذين يعتمدون على الخطاب الديني في التأثير على قواعدهم الجماهيرية، لكن هذا الخطاب لن يدوم لا سيما في ظل العجز عن تسديد رواتب الموظفين.
يملك صالح فرصة ذهبية للعودة إلى الواجهة، فلا شرعية اعتمدت على المساواة بين أبناء الوطن في تعاملها حيث راهنت على الفشل الاقتصادي وتجويع الشعب، ولا انقلاب استطاع أن يكون الممثل الرئيس لهموم الناس وأوجاعهم وقاد الدولة كبلد للجميع وليس كبلد لفئات مُحدّدة.
تتجه الأنظار حاليًا إلى المؤتمر بصفته "عودة الملك" وأعتقد أن النزول الذي يتم التحضير له هو لإضفاء شرعية شعبية على مبادرة مجلس النواب، لا سيما بعد ترتيب الأوراق الداخلية التي قادها منذ رمضان المُنصرم.
كثير من أبناء الشعب اليمني لم يعُد قادر على الاستمرار في الحرب، وأظهر استبيان حديث أجرته ساحة شباب اليمن أن 96 بالمائة من المبحوثيين يريدون ايقاف الحرب، ما يعني أن أي مُبادرة لإيقاف الحرب ستكون محل ترحيب لدى الشعب حتى لو كانت تهدف لإعادة المؤتمر إلى الواجهة من جديد.
والسؤال مُجدّدَا، هل الحوثيين مستعدين لخوض جبهة جديدة يكون صالح طرفها هذه المرة؟أعلى النموذج


عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد