Blogger templates

8 ديسمبر 2019

بالأمس زارني في المنام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. كُنّا في داخل "سوبر ماركت" قبل أن يدخُل علينا بمرافقيه، كانت نظراتي تُلاحقه في كُل اتجاه، وأود بقوّة الحديث معه، لكن ثمّة شيء يمنعني من ذلك.. رُبما هو الخوف من غدم السماح لي بالحديث معه، أو التعامل معي بشكل غير مسئول.. أخذ مشروب غازي وبدأ برشفه، حينها جمعتُ قواي وذهبتُ إليه.. "شرف لي مُقابلتك يا أستاذ" قُلت ذلك، رد عليّ بضحكة صوتها عالٍ للغاية وقال اهلا بابن الساحة. لم يكتمل الحوار حتى هجم علينا مُسلّحون يحاولون اغتياله، انبطحتُ ارضًا حتى سقطتُ من سرير النوم نحو الأسفل.. ولأن دولاب الملابس بالقُرب من السرير فقد ضربتُ رأسي عليه وعُدت للنوم سريعًا، رأسي يؤلمني، سقط هذا الألم في أحلامي وارتبط بما حدث في الحُلم السابق، لقد هجم علينا مُسلّحون، يا الله، أصابوني في رأسي بطلق ناري، أنا على موعد مع الموت، لكن أين الرئيس، هل قتلوه، أين الجُثة، هل أخذوها؟ ثم ظللت أبحث عنه ولم أجده. .. لا أملك تفسيرًا منطقيًا عن ماهية الأحلام، لكنها في أوقاتٍ كثيرة تكون انعكاس للواقع، أو تنبؤ لما هو قادم، أو رغبة في تحقيق شيء لم نتمكّن بتحقيقه في الواقع، أو قد تكون مزيج من العشوائية والتناقضات غير المنطقية، ولعل حُلمي هذا هو انعكاس ورغبة مع عشوائية مُتناقضة، فأنا بالفعل كُنت أرغب بمقابلة الأخ رئيس الجمهورية حتى أُخبره بتطلُّعاتي كشاب يمني يحلُم بأن يرتفع علم بلاده في كل نجاح عالمي، لكن هذه الفُرصة لم تأتي أبدًا، وحين أتت كانت البلاد قد شهدت اضطرابات مُتعدّدة في 2011، وخُفتُ أن أخسر أصدقائي الذين كانوا -ومازال الكثير منهم حتى اللحظة- لا يُفرّقون بين العمل السياسي وبين العلاقة المُجتمعية والإنسانية. .. لقد خسرت اليمن واحد من أهم شخصياتها المحلية والاقليمية والدولية -بغض النظر عن أخطائه في العمل السياسي وتبعات هذه الأخطاء- وخسرت معها أخلاق الكثير، سواء أولئك الذين احتفلوا بالرقص، أو الذين عبّروا عن كراهيتهم من خلال منشوراتهم على وسائل التواصل. نداء محبة للجميع: "لا أحد ينتصر بدون أخلاق".

..
٩ ديسمبر ٢

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
صحيفة الشارع الأحد 8 ديسمبر 2019 PDF
«
التالي
صحيفة الشارع السبت ٧ ديسمبر ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد