المنظمات ليست جهات رسمية حتى يتم مطالبتها بتغيير الوضع على أرض الواقع، هن عبارة عن شريك مع الحكومة تساعدها على تنفيذ إلتزاماتها المختلفة، لذا فالهجوم المتكرر على عملها ليس منطقي، وهو بالضرورة يخدم القوى المتواجدة في الميدان والتي خصّص بعضها غرفة عمليات خاصة تدير هذا الهجوم وتثير القضايا حولها.
نتفق أن هناك فساد من جانب المنظمات وهو عموما ليس جديد، ولا يحدث في اليمن فقط، نظرا لغياب أو تدني الرقابة الرسمية عليها.
ولا يقتصر عملها على العمل الخيري أو الإنساني، فمعضمها تعمل على رفع الوعي المجتمعي حول قضايا مجتمعية متعددة، وأبرزها جانب الحقوق والحريات، وهذا ما يثير مخاوف المنتهكين لاسيما الحوثيين المتورطين بقضايا انتهاكات عديدة ويخشون -كما نعرف- من الأصوات التي تنقل انتهاكاتهم، لذلك قمعوا الوسائل الإعلامية وكسروا شوكته وأجبروه إما على الإغلاق أو إتباع نهجهم وتغطية ما يريدوه، وحوّلوا الصحفيين إما إلى معتقلين أو هاربين من بطشهم أو أقدموا على جعلهم يقضمون ألسنتهم. وعندما انتهوا من الإعلام تحوّلوا صوب المنظمات والناشطين الحقوقيين، ولا يخفَ عنكم حملة التحريض والاستهداف الممنهج ضد المنظمات العاملة في اليمن وضد العاملين في المجال الحقوقي والإنساني، لاسيما النساء في مناطق سيطرتهم.
واستكمالا لهذا الدور، برزت مؤخرا قضية ارضاخ المنظمات على اتباع نهج التبعية أو إجبارها على الاغلاق والرحيل من خلال عدد من الممارسات المقوننة.
وتباعا لهذه الممارسات، قامت، مساء أمس، قوّات مجهولة باستهداف مقرات منظمات دولية في الضالع هي التالي:
لجنة الاتقاذ الدولية IRC
منظمة أكتد
منظمة أوكسفام
تسبّبت هذه الممارسات الأخيرة إلى إخلاء كامل لجميع طواقم المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان والتنمية في محافظة الضالع.
وفي حال استمرت، هذه الوتيرة العالية والمنظّمة، في استهداف المنظمات، ربما سنشهد رحيل كامل لطواقم المنظمات من اليمن، حينها لن يكون هناك أي جهات رسمية لنقل المعلومة، سوى مطابخ إعلامية تزيد من ضبابية المشهد الإعلامي في اليمن، أو أجهزة استخباراتية تسعى للحصول على المعلومة بأي طريقة كانت.
لذا فالعمل الذي من المفترض أن يتم الآن هو الالتفاف والتضامن الواعي مع المنظمات، والمطالبة بتحسين عملها المالي وليس استهدافها.
ليست هناك تعليقات :