Blogger templates

آخر المواضيع

28 يوليو 2022

عبدالله المجيدي:

عبدالرزاق العزعزي

لم يكن يتوقع الشاب عبدالرزاق هاشم العزعزي - الطالب بكلية إعلام صنعاء - وهو يعمل على مشروع تخرجه في سنته الأخيرة إن يصل الأمر بعمادة كلية الإعلام لوصفه بأنه ينشر الرذيلة وأنه مسيحي مرتد، وأشياء أخرى مثلت صدمة كبيرة للوسط الإعلامي وغيرهم ممن أطلع على صحيفة "شباب توك" الورقية التي قدمها كمشروع تخرج وناقشت مواضيع هامة وجريئة أبرزها الجنس في اليمن..

تبدأ فصول قصة اتهام العزعزي بالردة من كونه رئيساً لمبادرة ثقافية تعمل على تنظيم احتفالات بالمناسبات العالمية المختلفة (عيد الحب، الكرسمس، رأس السنة، ايوم العالمي للتسامح) وهذا ما أدى لخلق التباس عند بعض الناس – سيما عميد وأعضاء هيئة تدريس ذات الكلية – بأنه يعتنق ديانة أخرى غير الإسلام..

العزعزي يؤكد أنه ليس مسيحي بينما يقول عميد الكلية أنه نصراني؛ وهذا الرأي الأخير صرح به عميد الكلية وشهدت به فاطمة مطهر عضو مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين كما جاء في صحيفة اليمن العدد (51) الصادر بتاريخ 12 أكتوبر 2010.

سلسة الاتهامات المتبادلة بين عميد الكلية والطالب العزعزي أتت بعد أن قام الطالب بتقديم مشروع تخرج صحفي ناقش من خلاله قضية "الجنس في اليمن" ما جعل المجلس التأديبي للكلية باتخاذ قرار يقضي بايقافه عاماً دراسياً كاملاً وجاء في القرار أنه قام بنشر الرذيلة وجرائم نشر، من خلال مطبوعه الصحفي الذي (نسبه لكلية الإعلام وجامعة صنعاء بدون موافقة المشرف العلمي) بحسب بيان مجلس الكلية، بيد أن الطالب يصرُّ كثيراً أن المشرف العلمي كان على اطلاع تام بالمشروع ومراحل عمله، بينما قال المشرف العلمي د. عبدالملك الدناني أنه لم يكن على اطلاع بأي شيء مما نشر.. ولم نتمكن من التحقق من ذلك شفهياً من المشرف؛ كونه حصل على إجازة دراسية وهو حالياً بدولة خليجية شقيقة.

 يروي عميد الكلية الدكتور أحمد العجل أن العزعزي نصراني والدليل في ذلك أنه يلبس الصليب في عنقه ويحمل فكراً يسعى للترويج له من خلال مبادرة الانطلاق التي يديرها ويصدر باسمها صحيفة تحمل الفكر التقدمي اليساري، ويؤيد هذا القول عديد من شباب الكلية.. ويدافع العزعزي عن نفسه بقوله (المسألة لا تحتاج للدفاع، فعميد الكلية وكل المعارضون لانشطتنا هم عادة ممن يحملون الفكر الإسلامي المتشدد، أما عن السلس الذي ارتيده فلا أرى أن ذلك سبباً في اتهامي باعتناق المسيحية!)

بعد آخر..

بعيداً عن كون الطالب مسيحي أو مسلم فإنه يمكننا القول أن الإسلام والإعلان العالمي لحقوق الإنسان يكفلا حرية المعتقد.. والمعتقد هنا إما أن يكون اعتقاد فكري أو ديني.. ولفظ الإنسان ليس للمسلم فقط؛ بل كل البشر.. فقد كرم الله الإنسان على سائر خلقه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) وأكد الإسلام للإنسان على حقوق تكفل له حياة كريمة للعيش بأمان.. والحق في حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية لكل أفراد المجتمع من الحقوق التي أقرها الإسلام وتحقيقاً له رفع إكراه الإنسان في عقيدته (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).. وأساساً العقيدة الإسلامية لا تقبل الإكراه، ولو كان الإسلام يعتمد على العنف والقهر والإكراه لترسيخ عقيدته في النفوس فلن يكون هناك أقوى ولا أغلب ولا أقهر من الله تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).

ويمكننا القول أيضاً أن المسلمون في معاملتهم وحروبهم مع أهل الأديان الأخرى كانوا يبيحون لأهل البلد الذي يفتحونه أن يبقوا على دينهم، ويتركوا عقائدهم وشعائرهم ومعابدهم، وفي هذا يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – في معاهدته مع أهل بيت المقدس عقب فتحه له (هذا ما أعطى عمر أمير المؤمنين أهل ايلياء من الأمان أعطاهم أماناً لأنفسهم ولكنائسهم وصلبانهم، لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينقض منها ولا من خيرها ولا من صلبهم، لا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم" (تاريخ الرسل والملوك للطبري 3/609).

خطر..

يقول العزعزي أنه بعد الاتهامات التي يطلقها عميد الكلية والقرار الذي اتخذ ضده بأنه ينشر الرذيلة يتعرض للتهديد بالتصفية الجسدية من قبل ممن يسمون أنفسهم مدافعون عن الفضيلة.. ويأتي ذلك من خلال المكالمات الهاتفية التي يتلقاها من أرقام تلفونات أرضية.. ومن خلال بيان تضامني أصدره المرصد اليمني لحقوق الإنسان قال أن هذه الاتهامات تعد تحريضاً يخلو من المسؤولية الأخلاقية تجاه حياة وسلامة طالب جامعي، واستهدافاً لسمعته ومستقبله، مستغرباً أن يصدر عن جهة أكاديمية تقدم للمجتمع خدمات تعليمية بشئون الإعلام والرأي والتعبير.. ويذكر المرصد اليمني أن المادة التاسعة عشر من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ونظيرتها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية قد كفلت حرية الرأي والتعبير، وهما الوثيقتان اللتان تلتزم بهما اليمن من خلال المادة السادسة من الدستور وعبر التوقيع والمصادقة، معتبراً الإجراءات بحق الطالب العزعزي انتهاكات صريحة وصارخة لحقوقه لا تقل خطورة عن انتهاك حق الحياة.

ومن جهة أخرى أدان منتدى الإعلاميات اليمنيات الإجراءات غير القانونية والتعسفية التي تعرض لها العزعزي من قبل عمادة كلية إعلام صنعاء بإيقافه واتهامه بأنه ينشر الرذيلة بحسب قرار المجلس التأديبي للكلية في 31/8/2010 م.. واستغرب من القرار الصادر بحقه ويعده ظالم وخارج الأطر الدستورية والقانونية كونه يتعلق بحرية الرأي والتعبير..

أخيراً

شباب ذات الكلية التي يدرس بها الطالب وقفوا بموقفين لا ثالث لهما.. إما مؤيد لما نشر في مشروع تخرج العزعزي وكان السبب في اتهامه بأنه نصراني إضافة للبسه سلس في عنقه، أو معارض لما يقدم عليه العزعزي مؤكدين أنه يجب أن يحترم عادات المجتمع وتقاليده وأنه لا يجب أن يكون متشبهاً بالغرب في تصرفاتهم السيئة.. ويقول أغلبهم أن مشروع "شباب توك" أساء للأسرة اليمنية بأكملها كونه تحدث عن عادات مناقضة تماماً لواقعنا اليمني الأصيل.

ويبقى أن أشير أن الوسائل الإعلامية الداخلية والخارجية المقروءة والمرئية قامت بتأييد ما قدمه العزعزي من مشروع تخرج وما حواه من ملف الجنس، واستغربت من التعامل التي أقدمت به عمادة الكلية واتهامها له بأنه نصراني.

 

..

تقرير نشر يوم 2 نوفمبر 2010 بمناسبة اليوم العالمي لانهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكية ضد الصحفيين

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
منتدى للقيادة الذكية في اسنطبول
«
التالي
هذا الموضوع هو الاحدث.

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد