![]() |
محمد الفائق "الدودي" - الصورة من صفحته على الفيس بوك |
في اليوم الأول الذي وصلت فيه (جوا) لغرض دراسة اللغة؛ تواصلت هاتفيًا مع من سبقني المجيء بحثًا عن دعم لوجستي لتوفير سكن سريع يغنيني عن تضييع أموالي في فنادق المدينة، فوجئت حينها بأن كل من تواصلت معهم أخبرني أن هناك من سيساعدني وسيوفر لي كل ما أحتاجه بسهولة وبدون مقابل، كان الاسم الذي يتم طرحه عليّ هو (الدودي) وهو اسم حركي لشاب يمني اسمه (محمد الفائق).
(2)
في المهجر؛ ثمة يمنيون نحتوا أسمائهم -بلطف- على جدران الزمن، غيّروا تلك النظرة عن اليمن التي كانت تُصدّر البُن وتحولت إلى مُصدّرة للإرهاب، كوّنوا علاقات جيدة مع جنسيات متعددة وقدموا صورة مختلفة عن شباب اليمن تختلف كثيرًا عن صورة اليمني الذي يحمل أسلحته المختلفة ويهتم بقضاء يومه بمضغ القات.
أحد أولئك هو "محمد الفائق" الشاب الثلاثيني، يقطن حاليًا في (جوا - الهند) تلك المدينة الساحلية التي يرتادها السُياح من مختلف أنحاء العالم لقضاء بعض الوقت بين أحضان الطبيعة وعلى سواحلها المنتشرة بكثرة.
![]() |
محمد الفائق ومقيمين - الصورة من صفحته على الفيس بوك |
قال: "بعد اكمالي الدراسة فكرت بالعودة إلى الوطن ولكن معرفتي بأحوال البلد البائسة وشحة فرص العمل -وأيضًا- حبي وشغفي بمدينة (جوا) جعلني أصرف النظر عن عودتي وبدأت المرحلة العملية فتمكنت من جمع بعض المال بجهد شخصي وبدأت بعض الاستثمارات".
ومنذ وصوله كوّن علاقات قوية مع أهالي المنطقة والمقيمين الأجانب من بريطانيين وأوروبيين وغيرهم، ولأنه يحترم الآخرين وثقافاتهم؛ نقل صورة حسنة عن اليمن وثقافتها في مدينة يوجد بها عديد من الجنسيات المختلفة والثقافات المتعددة، أضف إلى ذلك إن انتمائه لليمن وحبه لها والدفاع عنها شيء لايقبل المساومة لديه ما أدى لفرض احترامه واعتباره مهاجرًا أجبرته الظروف الصعبة على الابتعاد عن موطنه طلبًا للعيش، وليس لسبب آخر.
![]() |
محمد الفائق - الصورة من صفحته على الفيس بوك |
ذلك ليس اتهامًا أو تصغير من حجم السفارة ودورها، ولكن شخصيًا تعرضتُ لإهانة جوازي من قِبل ضابط شرطة هندي، تواصلت هاتفيًا مع سفارتنا الكائنة في العاصمة "دلهي" أخبرتهم عن نوع الانتهاك الذي كان شنيعًا للغاية وأن مطلبي هو انتزاع اعتذار لجوازي واسترداد هيبته، بيد أن السفارة لم تحرك أي ساكن، والجالية أيضًا، ثمة فعل ذلك؛ إنه "محمد الفائق".
يتحدث الفائق عن مشاكل يواجهها بسبب وقوفه مع قضايا اليمنيين والعرب، ورغم ذلك لا يتوانى عن مواصلة جهوده، يؤكد: "أحاول توجيه الشباب إلى الاهتمام بدرساتهم والتفرغ لها ونقل صورة رائعة عن بلدنا والاستفادة من ما هو جيد من ثقافات الآخرين وترك السيء، وتبقى بعض الحالات القليلة من الشباب الطايش الذي لا يتفهم".
ويضيف: "كل ما أتمناه هو أن ترتقي عقليات اليمنيين وتترك تقييم الآخرين والنظر إلى عيوبنا والرقي بأفكارنا".
يمنيون في "بونا" التي تبعد حوالي 500 كيلو متر عن "جوا" تحدثوا عن أكبر مشكلة واجهها يمنيون مع إيرانيين، وبعيدًا عن تفاصيل المشكلة لكنها توسعت حتى أصبحت تمس أغلب اليمنيين والإيرانين، ما اضطر "الفائق" لمغادرة مكان سكنه والتوجه إلى مكان المشكلة والتوصل إلى حل لها عبر وساطات عديدة.
(3)
![]() |
محمد الفائق - الصورة من صفحته على الفيس بوك |
تلك الإبتسامة التي يواجهك بها "الدودي" في المهجر تكفي لأن تُذكّرك ببساطة الشعب اليمني ونقاء قلوبهم التي لطّختها المنابر المختلفة واستغلتها المؤسسات الدينية لتجييشهم ضد خصومهم السياسيين ودعمًا لأهدافهم السياسية.
(4)
مجدداً، في المهجر؛ ثمة يمنيون نحتوا أسمائهم -بلطف- على جدران الزمن، غيّروا تلك النظرة عن اليمن التي كانت تُصدّر البُن وتحولت إلى مُصدرة للإرهاب.
![]() |
محمد الفائق ومقيمين - الصورة من صفحته على الفيس بوك |
غوا
ردحذفجميلة ومميزة جدا
شكرا لك
الشكر لوجودك
حذفغوا غوا
ردحذفجميلة جدا ومميزة
شكرا لك
غوا
ردحذف