Blogger templates

آخر المواضيع

19 يناير 2016

صباح بدري بكير من مواليد 5 ابريل 1979م المدير التنفيذي لمؤسسة لأجل الجميع للتنمية حاصلة على بكالوريوس آداب علم نفس من جامعة صنعاء.
يطلق عليها الشباب تارة (أم الشباب) نظراً لما تقدمه لهم من مساعدات إنسانية متعددة بعيداً تماماً عن أي هدف، وتارة يطلقون عليها (النحلة) لما يرونه فيها من نشاط دائم ومتجدد، بعيداً عن الكسل أو الملل أو حتى النوم المريح لها..
لتعرف سويًا على أحد البارزين في العمل المجتمعي، سيما أنها شخصية لا يختفي اسمها في أي مكان يتواجد فيه المجتمع المدني..


جوانب شخصية..

* * كيف كانت بدايتك؟
منذ أن كان عمري أربعة عشر عاماً كنت أعيل أسرتي المكونة من عشرة أفراد -أنا الخامسة من حيث الترتيب في الأسرة- بدأت في قطع البطاقات الخاصة بالمرشدات وقد عملت في عديد من المجالات، ولكن نشاطاتي في الأعمال الطوعية هي التي بنت قدراتي وساعدتني على استثمار طاقتي في الاتجاه الإيجابي..
تمكنت من إكمال دراستي الجامعية وحصلت على بكالوريوس آداب علم نفس، بنيت نفسي كشخصية معروفة بين أوساط المجتمع من خلال الأعمال الطوعية التي أكسبتني عديد من الخبرات التي ساعدتني على دخول سوق العمل..

* * لماذا اتجهتِ نحو العمل المجتمعي؟
أولاً من أجل الدعم المادي ثم شعرت بأن حلمي تغير وأصبح يلح عليّ بأن أخدم المجتمع وأكون مؤثرة في المجتمع، فعملت من أجل ذلك وواجهت عديد من التحديات والعقبات وتغلبت عليها من أجل تحقيق حلمي وأكون شخصية مؤثرة إيجاباً..
وما دفعني للعمل في البداية أن والدي -عليه رحمة الله- كان المصدر الوحيد لإعالتي وأسرتي لكنه أصيب بمرض جعله غير قادر على دعمنا مادياً، فاضطرت أختي الكبرى للخروج والعمل وإعالتنا، وعندنا بلغتُ سن الرابع عشرة خرجت للعمل بالأجر اليومي وانخرطت في سلك التمثيل لمسابقات الأطفال وكنت أحصل على مكافآت رمزية..
بعدها تم توظيفي بوزارة الشباب والرياضة؛ كمتعاقدة، بمبلغ (أربعة ألف ريال) وكنت أتلقى تعليمي الثانوي فترة الظهيرة بعد خروجي من العمل.. التحقت بالجامعة وتم تعييني مشرفة للأنشطة فكنت أحضر بعض المحاضرات في الكلية وأنجز مهامي في الوزارة، وفي فترة العصر أعمل في أحد مكاتب الدعاية والإعلان كسكرتيرة حتى أكملت تعليمي..
بعد تخرجي وحصولي على الدرجة الوظيفية بشكل رسمي؛ انخرطت في أعمال مؤسسات المجتمع المدني وعملت على إحياء أنشطة المؤسسات فتم تعييني في منظمة رعاية الأطفال، فقمت بتطوير مهاراتي وتعرفت على أغلب المنظمات الدولية خلال السنوات الماضية..

* * النجاحات التي تفخر صباح بتحقيقها؟
وفقني الله بتأسيس مؤسسة تنموية (مؤسسة لأجل الجميع للتنمية) وحاولت من خلالها تحسين المستوى الاقتصادي للشباب والفتيات، فأصبحت المؤسسة، وتحقيق أهدافها؛ حياتي بأكملها، أعمل ليلا ونهارا من أجلها لاسيما أني لا أعيش مع عائلتي حالياً، وإنما أكون حيثما يكون العمل..
وأقوم بإدارة وتنفيذ مشاريعها والسعي للبحث عن مشاريع أينما تكن، طالما أن لها أثراً إيجابياً على مجتمعي ويحقق أهدافي في تمكين المجتمع من التعرف على موارده وطاقاته البشرية والطبيعية واستثمارها بالشكل الصحيح، وتم فتح فرع آخر في عدن حيث أن الفرع الرئيسي للمؤسسة يكمن في مدينة صنعاء .



View مؤسسة لأجل الجميع للتنمية in a larger map

* * ما المكافآت التي حصلتي عليها حتى الآن؟
أكبر الجوائز التي أحصل عليها حين أرى قصة نجاح تكون من مخرجات أي مشروع أقوم بتنفيذه سواء باسم المؤسسة أو بأي نشاط أكون منظمة له..
أما الجوائز العينية فتتمثل في شهادات تقديرية ودروع عادية لا تمثل القيمة الكبيرة التي تمثلها ابتسامة شاب تمكن من الانخراط في سوق العمل وأصبح يساهم في مصاريف البيت بعد أن كان عاطلاً عن العمل، وهذا يحدث معنا في مشاريع التمكين الاقتصادي التي نتبناها في المؤسسة أو التي كنا نتبناها في برامج الشباب التابعة لمنظمة رعاية الأطفال..
الشهادات والدروع عادة ما تقدم من المؤسسات الحكومية أو المدنية المحلية والدولية سواء في اليمن أو خارجها أو الشباب المستهدفين من مشاريعنا التي ننفذها باستمرار..

مرحلة العمل المجتمعي..

* * أخبرينا عن مؤسسة لأجل الجميع للتنمية وكيف تم تأسيسها؟
أقرضني رجل أعمال مبلغاً مالياً استطعت من خلاله إنشاء مؤسسة تنموية بأبسط الإمكانيات وكان يرافقني في الفكرة مجموعة من الشباب والشابات وقمنا بتأسيس مؤسسة نستطيع من خلالها أن نتبنى مشاريع وفقا لاحتياجات المجتمع..
وتم إنشاؤها في فبراير 2011 كمؤسسة تنموية غير ربحية تهتم بقضايا المرأة والشباب والإنسان بشكل عام ومكتبها الرئيس في صنعاء..
تم إنشاؤها بمجهود شخصي وتعتمد في تشغيلها على الميزانية التشغيلية للمشاريع التي تحصل المؤسسة على منحة مالية لتنفيذها من المنظمات الدولية، وقد استطاعت أن تنجز عدداً من المشاريع في عدة محافظات وهذا ما جعلنا نفتح مقراً آخر لها في عدن ونعمل أيضاً في عدة محافظات أخرى عبر المؤسسات الشريكة..
بالمقابل نواجه تحدٍ رئيس وهو عدم وجود رأسمال للمؤسسة وغياب الدعم المادي المستديم لها فحصولها على المشاريع هو ما يجعلها واقفة، فالميزانيات التشغيلية للمشاريع تغطي شراء أصول ثابتة ونفقات الموظفين، وفي حالة عدم توفر مشاريع فإننا نواجه أزمات حادة، لكني أحاول بشكل مستمر التغلب على هذا التحدي بمساعدة فريق المؤسسة وكسب ثقة المانحين الدوليين من أجل تمويل مشاريعها.

* * ما أهم المشاريع التنموية التي قمتي بتقديمها للمجتمع؟
بناء قدرات الشباب والفتيات في مجال المهارات الحياتية من خلال استثمار الموارد المتاحة في الفترة الزمنية من 2006 وحتى 2010 وتم تدريب 1200 من الذكور و900 من الإناث في صنعاء، عدن، إب، الحديدة، حضرموت، تعز، ذمار، شبوة وأبين..
أيضاً مشروع تأهيل القيادات الشابة حيث تم تدريب عدد (100) امرأة في الريف و(100) رجل من الحضر، ومشروع المركز الصيفي للنازحين تم فيه تدريب الفتيات والنساء حول الأشغال اليدوية واستخدام الموارد الطبيعية لصناعة الفخار والمزاهر والخرز وكيفية تسويقها، إضافة لتعليم الأطفال وتوعيتهم حول أمور متعددة وقد استهدف 520 من الذكور و370 من الإناث..
إضافة لمشروع تحسين الفرص المعيشية الذي تم تنفيذه في أبين التي كانت تعاني من أزمة أمنية حادة ونزاع مسلح في وجود تنظيم القاعدة واستهدف في سبعة أشهر 110 شاب و40 شابة، وكان يهدف لمنح الشباب أصول ثابتة كمشاريع تجارية مدرة للدخل لهم ولأسرهم..
وعدد من المشاريع كمشروع العمل مقابل الأجر "المبادرة الشبابية التشاركية المجتمعية" (1) في محافظة عدن، والعمل مقابل الأجر "المبادرة الشبابية التشاركية المجتمعية" (2) في عدن وحجة "مديرية حرض" الذي تم قبوله بعد نجاح المشروع المشابه له في عدن.
أيضاً تدريب المعلمين في القرى، والمركز الاستشاري التقني الذي يهدف لإيجاد فرص وظيفية للشباب، وتدريب اللاجئين الصوماليين من النساء والرجال في استثمار الموارد الطبيعية والتسويق والحفاظ على المنتج، وتدريب المبادرات الشبابية في المهارات الحياتية بصنعاء..

* * ماذا تهدفون من الأنشطة التي تقدمونها؟
أولاً تعود عليهم الفائدة من الناحية الاقتصادية في تحسين مستواهم معيشياً واجتماعيا في زيادة الوعي ونشر روح المبادرة في المجتمع وانتزاع عديد من الشباب العاطلين عن العمل من براثن البطالة واستثمار طاقاتهم في ما ينفعهم وينفع محيطهم.. إضافة إلى استثمار الموارد الطبيعية وتحسين الوضع البيئي المحيط..
فقد تم صقل مهارة عدد كبير من الشباب في المهارات الحياتية مما يؤهلهم للانخراط  بثقة في سوق العمل، أيضاً تأهيل 28 مؤسسة في المجال المهني وانخراط 300 شاب وشابة في القطاع الخاص بالأجر اليومي ونجاح ثلاث مبادرات في تأسيس مؤسسات شبابية تنموية..
في مشروع العمل مقابل الأجر تقبل الشباب العمل وتغيرت نظرتهم الدونية نحو تنظيف الشارع، أيضاً توفرت قاعدة بيانات شبابية عبر المركز الاستشاري التقني من أجل توفير فرص عمل وتدريب، وخروج الشباب بأكثر من مائتين مشروع ضمن نشاط تأهيل القيادات الشابة، وتغيير الثقافة لدى القطاع الخاص بأن الشباب مورد وليسوا مشكلة..
ولا أنسى تأثير التدريب في مخيم اللاجئين الصوماليين في (خرز) الذي كان مؤثراً جداً حيث استطاعوا الخروج بخطط لتطوير مشاريعهم المتعلقة بالرعي والأشغال اليدوية إضافة إلى تحديد الميزانية ومصادر الإنفاق..

* * ما أهدافك المستقبلية؟
أسعى لمواصلة مسيرتي المجتمعية من خلال خلق مشاريع في المجال المهني والحرف اليدوية كمصنع الجلديات وشركة نظافة وتكرير للنفايات، لدّي الطاقة والموارد البشرية ولكني لا أملك الدعم في الوقت الحالي.
المنظمات العاملة في المشاريع التنموية لا تفكر بالاستدامة وتكتفي بالأثر قصير المدى المرتبط بالمشروع سواء كان اجتماعيا أو اقتصاديا، ومن أهدافي أن أتمكن من الحصول على إمكانيات تسمح لي بإقامة مشاريع طويلة المدى وتستمر بتحقيق الأثر المبتغى منها بشكل متواصل.
أسعى للحصول على قرض لفتح مشروع بسيط استثماري مجتمعي يعود بالدخل على المؤسسة مثل إعادة تدوير النفايات وبيعها للمصانع.. أيضاً البحث عن جهة من القطاع الخاص التي تهتم بدعم وتمويل المشاريع الإنسانية التنموية المجتمعية لمساعدتي على فتح هذه المشاريع وتعيين هذه الجهة كعضو استشاري في المؤسسة..

دور نضالي نسائي..

* * ما إسهامات المؤسسة في مجال المرأة؟
الهدف الرئيس لفتح المؤسسة كان لإيجاد مساحة آمنة لدخول الفتيات سوق العمل بالذات في المجتمع اليمني الذي تسيطر عليه العادات والتقاليد من ناحية عمل المرأة، واستطعت تشجيع عديد من الفتيات وإقناع أسرهن من خلال عرض تجربتي ورحلة حياتي، إضافة لتمكينهن اقتصادياً وبناء قدراتهن ليصبحن قادرات على تحسين مستواهن ومستوى أسرهن الاقتصادي وفقا للموارد المتاحة أمامهن، والعمل على بناء ثقتهن بأنفسهن ومحو ثقافة العيب ونشر ثقافة أخرى فحواها أن العمل ليس عيباً..
وفي كل مشاريعنا لا نستثني المرأة كونها شريكة في البناء والعمل المجتمعي، ونحن بدورنا ساعدنا على تواجد ثلاث مؤسسات نسائية تدير مشاريع للشباب والشابات في أبين وتقوم بتوفير دخل لهم عن طريق المشاريع الصغيرة المدرة للدخل التي أقامها المشروع، وبعد التقييم اتضح أن المشروع ساعد في زرع الأمان ونزع الخوف الذي تغلغل في الأسر بوجود القاعدة في المنطقة، أضف إلى ذلك تحقيقه لأرباح ساعدت على استدامته وقامت النساء بصناعة البخور والخروج خارج المحافظة لبيع المنتجات الخاصة بهن..
أيضاً تمكين عدد من النساء في المجتمع النازح ودمجهن مع المجتمع المضيف، وإكسابهن حرف مهنية..
صباح بدري أثناء نشاط ميداني - الصرة خاصة

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
المياه.. جفاف مرتقب
«
التالي
آخر الشكاوي*

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد