Blogger templates

25 يناير 2016



الفنان أحمد عسيري على منصحة ساحة التغيير - تصوير مي نصيري

د. الدعيس

يعتب "د. عبدالرقيب الدعيس" على القوميين واليساريين بأنهم لم يخرجوا بأي إنتاج فني أو ثقافي بالثورة الشبابية اليمنية واكتفوا بالأغاني القديمة المتواجدة.
ويقول "لعب الانتاج الفني في الثورة دور رئيس من خلال الفنانيين والكتاب والملحنين الذين قاموا من خلال إنتاجهم بتوثيق أحداث ثورات الربيع العربي بقوالب فنية قد تسهل على الأجيال استيعاب هذه الثورات ولماذا حدثت".

يحاول الإشارة إلى أنه قد يأتي الزمن الذي يتساءل فيه الأجيال عن سبب قيام الثورة اليمنية ضد نظام علي عبدالله صالح ولن يجدوا إجابة قد تخدم سؤالهم بالشكل بالشكل الفني.

 


الفنان أحمد عسيري في ساحة التغيير
"زبادي زبادي زبادي حتى يسقط النظام، لحمة لحمة لحمة بعد ما يسقط النظام" كلمات ثورية في موسيقى الريجي مازال عديد من ثوار ساحة تغيير صنعاء يرددها، حين كانت تغنى من على منصة ساحة تغيير صنعاء، فالأغاني وسيلة مثالية للتعبير عن أي رفض أو تأييد أي قضية والأغاني الثورية كانت وما تزال تعمل على توجيه الرأي العام بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نحو رفض ممارسة القائم بالعنف، وكما يقول "خالد توفيق" بأنها تخلق وعياً عند الناس بأبسط الكلمات، وتحدث استجابة مباشرة نحو الالتفات الى ما يهمهم وما يعانوا منه.
وتعبّر عن رفض الفساد بإعلان الاحتجاج من خلال المظاهرات فالاعتصامات وصولاً إلى تغيير النظام، ولها تأثير كبير في توجيه النبض العام للشارع وتعزيز الانتماء للوطن من خلال الفعل الثوري.
 




الفن اليمني:
في اليمن يتعرض الحديث عن الفن بشكل عام لعديد من الانتقادات والملاحظات لأدواره الموسمية والربحية؛ سيما أن المجتمع اليمني متعطش لحضور العروض الفنية التي تقام بين الفينة والأخرى. والفرق الفنية ووزارة الثقافة تعرف ذلك لكنها تقف مكتوفة الأيدي حيال هذا.
ويخدم الفن بشكل عام، ويلامس كثيراً قضايا الإنسان وهو مرآة الواقع، لكن الفن في اليمن يعاني من اهمال كبير من الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الثقافة.. وتكتفي شركات الإنتاج بإنتاج أعمال فنية نادرة وموسمية.
خلال المراحل الأولى للثورة كانت الساحات المختلفة تتغنى بصوت الفنان "أيوب طارش" وهو يردد:
املأوا الدنيا ابتساما
وارفعوا في الشمس هاما
واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاما
أو حين يردد:
تربتي فيها تَربَّتْ أعظمي
وأتى من جودها بذلي وجودي
وبها شب مُصرّاً حُلمي أن
أُرى فيها طليقاً من قيودي
ويدي من شهدائي ودمي
كنزت فيها ثرائي ورصيدي..

إعادة إنتاج:
وخلال الثورة اليمنية تم اعادة الأغنية الشهيرة للفنان محمد مرشد ناجي وهو يردد:
نشوان لا تفجعك خساسة الحنشان
ولا تبهر إذا ماتت غصون البان
الموت يبن التعاسة يخلق الشجعان
فكر بباكر ولا تبكي على ما كان..
ومنذ انطلاق الثورة الشبابية وشباب الساحات يتناقلون الأغنية الشهيرة "أتنفس حرية" وهي أغنية الفنانة جوليا بطرس وتصرخ من خلالها بالقول:
أنا بتنفس حرية ما تقطع عني الهوا
ولا تزيدا كتير عليا أحسن ما نوقع سوا
ما بتقدر أبدا تلغيني بدك تسمعني وتحاكيني
وإذا فكرك عم تداويني مش هيدا هو الدوا..
وحولها يقول "ريدان أمين" أنها من أجمل الأغاني الثورية التي تم انتاجها..

الأغاني الثورية:

حكيم البكاري


"حكيم البكاري" يتحدث عن الفن الثوري باعتباره لعب دوراً محورياً في مسار الربيع العربي وبالذات ـاللون الغنائي- وللأغاني الثورية بصمتها المميزة طيلة مسيرة الثورة اليمنية وكان لها الفضل في بث الروح الحماسية لدى الشباب والدفع بهم إلى الأمام، فهي تعد ترياق أو جرعات منشطة في جسد الثورة وقت تثبيطها "بالأناشيد الدينية".




الفنان شهاب المطري

الفنان "شهاب المطري" وهو عازف جيتار، قال أن ما يقدمه الفنان شيء مهم لأن المجتمع عاطفي ويتأثر بالموسيقى ويصدق مشاعر الفنان وأحاسيسه، مضيفاً أن الأغاني الثورية تحفيزية لكل ثائر وقوية في توصيل الفكرة الثورية للمجتمع.
وأشار إلى أن أغاني الثورة عادة ما تكون نابعة من القلب وهي بالأساس نابعة من قلب الشاعر والفنان المؤدي لها وهي مبنية على واقع وأساس لذا أصبح صداها كبيراً في قلوب المجتمع فعاشوا ألحانها ومعانيها.



الفنان محمد أبلان





بالمقابل يرى الفنان "محمد أبلان" وهو ممثل مسرحي، إن انتاج الأغاني لدعم الثورات تعمل على تقديم دفعة معنوية للثوار وتكون مؤثرة في نفوسهم، فأغاني الثورة عبارة عن إلهام وسر من أسرار نجاح الثورات في العالم بأسره.





أغاني الراب شاركت بقوة في ثوريتها، ففي عدن قامت فرقة "عدن سبايكر" بإنتاج أغاني ثورية خاصة بها قامت بتوزيعها على شبكات التواصل الاجتماعي، وأيضاً فرقة "ري آكشن" التي أنتجت أغنية "لو سمحت" بعد سقوط نظام بن علي مباشرة قالت خلالها:
لو سمحت افهم المقصود / اسعى للهدف أنت قدها وقدود
تقاد أو تقود الهدف هو الأهم / والمهم مبدأك مع اللي جنبك انسجم
وتمضي: نتخذ قرار جاد نحارب الفساد / نحاول ازدياد أكل أموال العباد
حط يدك بيدي لو إنك قد التحدي / لو توحدنا للهدف محد يقدر على التصدي

أغان ضد الاستعمار:
ومنذ فترة الاستعمار والاحتلال تشرد العديد في المنافي وتجد ذلك في أغنية الفنان أيوب طارش (أرجع لحولك) والفنان اسكندر ثابت وأغانيه الوطنية التي بثتها إذاعة صوت العرب من مصر العروبة وأبرز ما غنى (يا مسافر من بساط النيل إلى وادي تبن بلغ الاحباب في الحوطة ومن فيها سكن).
وبحسب "سلوى الصنعاني" فإن دور الأغنية اليمنية برز في بلورة فكرة الكفاح منذ الاستعمار بكل أشكاله وابقاء نارها في وجدان الناس، وعن فترة المقاومة ضد الاستعمار كان للأستاذ الراحل الفنان محمد سعد الصنعاني حديث بهذا الخصوص، فلم تكن البندقية وحدها قد حققت ذلك الانتصار بل والكلمة والأغنية حيث قال" للأغنية اليمنية الوطنية دور كبير في تأجيج حماس الناس وتصوير فقرهم وظلمهم، وكثير من الأغاني رددتها ربات البيوت والفلاحون وهم في حقولهم، وهي شواهد على بؤس الحياة في تلك الأيام من تاريخ بلادنا التي كانت
وائل عريمان
رازحة تحت سيطرة الإمامة والإنجليز والسلاطين ونحن بحاجة إلى فريق من الباحثين يجوب البلاد لجمع هذه الأغاني والأهازيج كشواهد صوتية عما يجول في الوجدان من قهر واضطهاد وملاحقات واعتقالات واعدامات سواء في شمال الوطن أو جنوبه.

وعلى السياق قال "وائل عريمان" إن تحقيق الدولة المدنية كان حلم أجدادنا منذ عقود من الزمن فقد كتب عن الثورة شاعرنا الفضول وغناء لها قنديل اليمن أيوب طارش.

..
* التقرير منشور في صحيفة يمنات 1 يناير 2013 

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد