Blogger templates

20 يناير 2016

عبدالرزاق العزعزي
لقطة من مسلسل عيني عينك

يشكو فنانون أن الدراما اليمنية يقتصر دورها في الأعمال الرمضانية، ويتهمون بذلك شركات الإنتاج التي يقولون عنها بأنها شركات ربحية، وبأنها تحتاج إلى واسطة.


بالمقابل توجه شركات الإنتاج اللوم على القنوات التي تعمل وفق أجندة خاصة أو أنها غير معززة بالدعم المالي الكافي..
والحديث عن الدراما اليمنية ودورها في خدمة قضايا الإنسان اليمني يضع لديك عدداً من التساؤلات الفنية الخاصة بنوعية الإنتاج والمناظر الجمالية أو الموضوعية الخاصة بكتابة السيناريو وحباكة القصة الدرامية..
ثم تتساءل، لماذا الأعمال الكوميدية مليئة بتشويه منظر الإنسان اليمني؟
تابعنا شكاوي الفنانين، ووجدنا أن هناك هجوماً لاذعاَ على الجهات المعنية بالفن "نقابة الفنانين المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون وشركات الإنتاج الإعلامية" حيث هاجم الفنان الكوميدي محمد قحطان الجهات المعنية بالفنانين، وقال أنهم لا يعرفوهم ولا يتذكروهم إلا في رمضان من كل عام، مؤكداً إن الأعمال الدرامية والتلفزيونية الأخرى لا يتم صناعتها سوى في رمضان فقط..
وحين نزلنا إلى الميدان الفني وجدنا أن أغلب الفرق الفنية لا تعمل إلا في اليوم العالمي للمسرح، وأحياناً خلال الأعياد.. فالفانون يشكون كثيراً من اهمالهم والمبالغ التي يتحصلوا عليها، ويظهر فيديو لإحدى المهرجانات العيدية لفرقة النوادر الفنية شكوى الفنان سلطان الجعدبي الذي يقول:



كما يظهر فيديو لنفس المهرجان شكوى الفنان أنيس العنسي الذي يقول:


بالمقابل استطلعنا آراء الناس حول واقع الفن اليمني وكانت الحصيلة شكاوٍ أخرى..







أدوار موسمية..
وبغض النظر عن الأدوار الموسمية والربحية للأعمال الدرامية أو أي أعمال مختلفة؛ فإن المناقشة عادة ما تكون بشكل يسيئ للفن اليمني أولاً ثم المجتمع والمتابع لها؛ فالكوميديا مثلاً حين يتم تسخيرها لخدمة القضايا التنموية تتحول إلى عبث بوجوه الممثل وحركاتهم كمحاولة لإضحاكنا غصباً، ويتم نسيان القضايا المهمة ذات البعد التنموي، أما الدراما الأخرى فمازالت لم ترتقي إلى لشكل المطلوب..
ناهيك عن غياب الأعمال السينمائية وموسمية الأعمال المسرحية الهادفة التي وإن وجدت فإنها لا تجد دعماً لتحاول مناقشتها، أو ربما قد تتعرض لحرب عنيفة مقابل دورها الخادم لقضايا تنمية الشارع اليمني معرفياً وسياسياً واقتصادياً وغير ذلك..
وشكا الفنان الكوميدي خالد البحري بقوله "الوسط الفني يترقب كثيراً فتح القنوات الفضائية الجديدة ولكن سرعان ما يفاجئون إن القناة لا تقدم لهم الكثير ولا تعمل على حتى على تحسين دخلهم المادي، مضيفاً إن الفن في اليمن موسمياً لذا فالفانون لا يملكون غير الشهرة فقط، على الرغم أن الفن -خاصة الدراما- هو من أقوى الطرق لمحاربة أو تعزيز كل الظاهر المتواجدة عند المجتمع، مشيراً أنه لا يمكن للمحاضرات التوعوية أو الدروس اليومية أن تقدم ما تقدمه الدراما من معالجات..
ويظهر فيديو لإحدى نشاطات فرقة النوادر الفنية أن فنانون ينادوا شركات الإنتاج أن تخرج من بوتقتها الموسمية لتنتج أعمال على مدار العام، فالفنان يحيى إبراهيم يقول


مناقشة سلبية..

الأمر لا يعدو أكثر من مجرد أمنيات؛ فما تقدمه الدراما اليمنية بالواقع يعزز السلوك السلبي لدى المتابع بصورة غير مباشرة، فمثلاً عرضت إحدى الفضائيات مسلسلاً كوميدياً يحاول معالجة قضايا التسول؛ لكن الأثر كان مغايراً لنجد أغلب الأطفال يتقمصون شخصية الأبطال في تصرفاتهم غير الجيدة، وحتى المتسولين حالوا تقليد "متسول المسلسل" عند مد أياديهم..
كُتّاب السيناريست والمخرج يتناسون -أو ربما لا يعرفون- أن علماء النفس قالوا إن الإنسان بطبيعته الفسيولوجية يبحث عن أي شخصية لتكون قدوة له، والغالب تكون اختيار الشخصية القدوة بناء على الشهرة أو المكانة الاجتماعية؛ ولأن الفنانون يملكون الشهرة والمكانة الاجتماعية فهم أساس الاختيار لدى المجتمع..
العلماء يؤكدون أنه وفي حين اختيار الفرد لقدوته فبالتالي يعمل الفرد على تقمص شخصيته وتفضيل ما يفضل وتحبيذ ما يحبذ؛ لذا تستخدم أكثر الشركات الفنانون للترويج عن سلعهم.. وهذا ما كان قد صرّح به سابقاً الفنان محمد القطاع الذي قال إن أي جمهور يحاول تقليد الفنانين كثيراً ويتأثروا برسائلهم كيفما كانت..
بشكل عام، يُعد الفن، الوجه المشرق لأي بلد، وهو الذي يعمل على إظهار ما تملكه البلدان من اقتصاد ونمو وتطو أو حتى مشاكل وأعباء حياة يومية، ولهذا استطاعت "تركيا" مؤخراً، الظهور وبقوة، وتقديم نفسها كبلد ثقافي يحترم الإنسان وحقوقه، وكي ترتقي اليمن يجب أن ترتقي أعمالها الفنية والسينمائية ومسلسلاتها الدرامية..

أعمال فنية..

لقطة من مسرحية "لاتدبشناش" لفرقة "ري آكشن"
"اليمن" تحوي كثير من المبدعين، هذه الحقيقة التي نعرفها جميعاً، فيجب على القطاع العام للتلفزيون أن يوفر الفرص لهم، فلا يوجد دراما حقيقية ولا إبداع في القطاع الحكومي الذي أحدث فجوة كبيرة بين المبدعين والقنوات الحكومية، بينما القطاع الخاص ينجح كثيراً في لم المبدعين وانتاج دراما أكثر بكثير مما ينتجه القطاع الحكومي، فمثلاً "عدن" هي المدينة الأكثر نشاطاً فنياً فهي تحوي عديد من الفرق المسرحية الموسمية، وقبل عامين ولدت فرقة "ري آكشن" وقدمت عرضاً مسرحياً هادفاً نال استحسان الجميع حوى أغان كلاسيكية وفن الراب وتخللها رقصات البريك دانس والهيب هوب، ولكن بسبب عدم الاهتمام اختفت تماماً..
وتحوي "عدن" شباب مبدعون ينتجون باستمرار وبدون أي تمويل أغان بفن الراب تسعى لتنمية الشباب وتعالج مشاكلهم، ونذكر هنا الفنان أحمد شيخ والفنان أكرم وجيه اللذين ينتجا بدون أي تمويل أكثر من أغنية تنموية ويتم توزيعهن عبر شبكات التواصل الاجتماعي..


وفي "صنعاء" أسس الفنان الشاب أحمد عسيري فرقة "على بعد ثلاثة أمتار" وهي أول فرقة في اليمن والمنطقة تستخدم الريجي والبلوز عبر الجيتار وتحيي عديد من الاحتفالات داخل اليمن وخارجها..


ولكنه أيضاً يشتكي



اهمال حكومي..

الدكتور سمير عفيف
المخرج الدكتور سمير العفيف صاحب شركة عدن فلم للإنتاج الإعلامي يعد أول من وضع خطوة أولى لصنع دراما يمنية حقيقية، بعد أن حاول المخرج الشاب "عمرو جمال" صناعة مسلسل "أصحاب" بقالب متميز، لولا أن الإمكانيات لم تكن متوفرة لديه للتفرد بعمله، سيما إن  ميزانية المسلسل كانت بسيطة للغاية ومن خلالها أنتج أغان متعددة..

شركة "عدن فلم" وبإمكانياتها الخاصة استطاعت أن تكسر حاجز فكرة أن تعمل شركات الإنتاج على التعاقد مع قنوات وتحصل على الدعم، فعملت على إنتاج عدداً من الأعمال الخاصة بها لتعمل بعد ذلك على تسويقها بحرية أكثر، وهذا بحد ذاته خطوة جديدة وجريئة لم يشهد لشركات الإنتاج أن تعمل بها..
لقطة من مسلسل "مش كل مرة"
بالمقابل يشكو العفيف من عدم تواجد صالات عرض سينمائية في اليمن، وقال إن هذه المطالبة تقع مهمتها على الإعلام.. مشيراً أنه لو تواجدت صالات العرض فلن تبحث شركته عن قنوات محلية أو خليجية لعرض ما تقوم بإنتاجه، وقال أن القنوات ستعمل بعد عرض الأعمال على التواصل مع الشركة لتعرض ما أنتجته، وبهذا ستشهد الدراما حراكاً، حيث ستعمل شركات الإنتاج على التسابق لإنتاج الأفلام والدراما لما يعود بالنفع على الوسط الفني والجماهير المتعطشة، وأيضاً على اليمن من حيث الترويج الإعلامي والسياحي لها..

يؤكد العفيف أن اليمن تحوي كوادر مؤهلة قادرة على عمل شيء ولكن شركات الإنتاج غير قادرة على عمل شيء، مضيفاً أنه يجب على الدولة أن تعمل على تنظيم مهرجان للسينما حتى تظهر اليمن على المستوى العربي كما ظهرت على المستوى الخليجي من خلال "خليجي 20" وهذا سيخدمها أولاً وأخيراً، ولكن يجب أن يكون هناك توجه دولة وشعب لتنظيم حدث مثل هذا وليس وزارة فقط..
الفنان نادر المذحجي
الفنان نادر المذحجي رئيس فرقة النوادر الفنية قال إن الفرقة حين استعدادها لأي عمل ومناقشة أي قضية فإن أول المحبطين لعملها تكون الجهات الحكومية التي لا توافق على منح التمويل أو المساعدة والتسهيل لعملها إلى بعد شق الأنفس وبعد تكبد عديد من الخسائر المالية للمقربين من المانح، وناشد وزارة الثقافة الاهتمام بالفن اليمني ليظهر بالشكل اللائق..
وقال إن قسم الإنتاج بالفرقة يملك عدداً من الأعمال الخاصة بخدمة قضايا الإنسان اليمني ويحمل الكثير من الرسائل الإيجابية، إلا أنهم لا يملكون أي دعم لتنفيذ أعمالهم..

صناديق كشركات إنتاج..

خالد المرولة
خالد المرولة صاحب شركة النبيل للإنتاج الإعلامي قال عن المناقشة السلبية بسبب وجود شركات إنتاج لا تمت بالعمل الفني بصلة ولا تملك حتى كاميرات احترافية أو وحدات إنتاج جيدة، ويقول إن هذا ما يؤثر على عملهم كشركات الإنتاج، متهماً إياها بأنها عبارة عن صناديق تملك تصاريح عمل و"علاقات شخصية" مع القنوات وتظهر في المواسم بحثاً عن الدعم لإنتاج مسلسل خالٍ من الفنون التصويرية والقصص الدرامية..
ويضيف "السبب الرئيس لعدم توافر أعمال فنية حقيقية هي القدرة الشرائية عند القنوات" ويؤكد أنهم مؤخراً أنتجوا ستة أعمال متنوعة، عرض منها ثلاثة أعمال وبقيت ثلاثة أعمال لم تعرض إحداها مسلسلاً اجتماعياً يتحدث عن الفساد بطريقة واضحة وجريئة تم انتاجه بالتعاون مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، متمنياً عرضه بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد..

رد على اتهامات الفنانين..

بوستر مسلسل "أصحاب"
المرولة يقول أنهم ينتجون أعمالاً طوال العام ولا يقتصر عملهم في رمضان فقط، وأعمالهم تتنوع بين فلاشات توعوية، اعلانات، أغاني، برامج، كاميرات خفية، وأيضاً مسلسلات درامية، وقال أنهم حالياً انتجوا برنامج "سلوك في صورة" بعدد ثلاثين حلقة سيتم بثها نهاية العام الحالي، كما أنتجوا حملة فلاشات توعوية "60 فلاشاُ توعوياً" تحت شعار "معاً من أجل عاصمة تشرف كل اليمنيين" وتم انتاجها لأمانة العاصمة حيث سيتم بثها نهاية العام الجاري، متوجهاً بالشكر لعبدالقادر هلال أمين العاصمة وعبدالله الفائق مدير مكتب الإعلام بالأمانة..
ووجه اللوم باتجاه القنوات مستثنياً قناتي "يمن شباب واليمن اليوم" وقال بأن سياستهما الإدارية جيدة للغاية في التعامل معهم كشركة، مؤكداً أن قناة "اليمن اليوم" تعد القناة الأكثر احتراماً للأعمال المنتجة بحسب الكفاءة والمهنية والجودة، وتوقع أن لقناة "يمن شباب" مستقبلاً جيداً بحيث تشعرهم كشركات إنتاج إن القناة لكل اليمنين وليس لطائفة أو لأصدقاء، داعياً قناة "اليمن الفضائية" أن تحذوا حذوهما..
مشيراً إن القنوات الجديدة الأخرى "موجهة" وليس لها أي اهتمام بالدراما أو تطوي العمل الفني، واطار عملها يخدم توجهاتها وايدلوجيتها السياسية التي ظهرت لأجلها..
وعن الدراماً اليمنية وما تحويه من مشاكل فنية وقصصية قال إن الدراما الرمضانية في القناة الرسمية، انتجها أشخاص ليس لهم علاقة بشركات الانتاج، مستثنياً مسلسل "عيني عينك" وقال "أما بقية الأعمال فلم أشاهد مسلسلاً محترماً من كافة النواحي الفنية والإخراجية والموضوعية"..

خاتمة..

سنبالغ إذا طالبنا بتحسين وضعنا الفني ليصل إلى ما وصلت إليه الدراما العربية على الأقل، لكننا نطالب بدراما حقيقية تجسد شخصية الإنسان اليمني بثقافته المتعددة وتوزيعه الجغرافي دون العبث بشكله أو لهجته أو تعامله مع الغير، وجدير بنا القول:



عرض الفن اليمني في خريطة أكبر

..
المادة منشورة في صحيفة (يمنات) في مارس 2013 وتم تحويلها إلى مادة تفاعلية بتعاون مرئي من فرقة النوادر الفنية

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد