
الأفكارُ الحداثية في مواجهةِ الأفكار الأصولية:
تضع الأفكار الحداثية نفسها بقوة وبشكل جَمْعِي بعد أن كانت تتحرك بشكلٍ فردي ومنزوٍ؛ خوفاً علی حياتها من المتشددين الأصوليين الذين يُدافعون عن أفكارهم بقوةٍ مُفرطةٍ للغاية، دفاعٌ يقودهم لرصد أصحاب الأفكار المختلفة واستهدافهم بالقتل خارج المجتمع الافتراضي.
هذه الاستهدافات غير الإنسانية أنتجت ثورة فكرية حداثية ناقمة ضد المتشددين وضد الحكم والترهيب الديني الذي يُمارس بحق اللادينيين والمسيحيين أو اليهود الذين غادروا البلاد مؤخراً نتيجة للمضايقات المستمرة، أو الذي يُمارس ضد المسلمين المعتدلين الباحثين عن الجمال في الدين الذين يعتبرونه شأن خاص لكل فرد ومن حق أي أحد اعتناق أي دين ما دام معتقدا بوجود الله ومؤمنا به أو حتی غير معتقد.
ثورة لن تهدأ:
هذه الثورة لن تهدأ ومن أراد الانتصار بها فعليه أن يتحدث بهدوء، دون شتائم أو تجريح أو تهديد، الضعفاء والمترددين وغير ناضجي الفِكر؛ هم من يلجأون إلی الشتم والتهديد، الفكرة الناضجة لا تحتاج للشتائم أو السخرية، تحتاج فقط لأن تكون رصينة ومنطقية ويتم كتابتها بلغة محترمة وبشواهد تاريخية من مصادر موثوقة؛ كي تُحقق الهدف من خروجها وتحصِد مؤيدين، الاستهزاء قد يُفسد فعالية الفكرة ويحقق أثراً انعكاسيا سلبياً ويُفقد التعاطف مع القضية.
هذا الوقت هو وقت المواجهة لنری أي فكرة ستنتصر، فكرة التشدد أو التعايش بسلام مع الجميع، لا تَوَقفْ ولا تراجُع إلی الخلف.
إنها دعوة للجميع بأن يتحلو بالنقاش الهادئ غير الجارح، دعوة لأن ننتصر علی التشدد والإرهاب وغسيل العقول، انشروا الحقائق بلُطف؛ كي نتمكن من إستعادة عقول الكثير من المتعاطفين مع الإرهابيين بِفعل ثقافة التعبئة التي تعرضوا لها.
أخبروهم أننا لا نريد الانتصار علی الدين أو الخالق؛ لكننا نريد أن تحكمنا دولة قانون يكتبه البشر بما يتناسب مع حياتهم فقط، ولندع أمر الحياة الأخری للخالق الذي سيحاسب كل فرد علی حده ولن يظلم أحدا بذنب أحد وهو المالك الوحيد ليوم الدين بحسب كل الأديان.
أخبروهم أننا نريد قانونا يحمي الإنسان ولا يحمي الأفكار، يحمي المسلم والمسيحي واليهودي واللاديني ولا يتدخل في معتقداتهم، فقط يهتم بترتيب شئون حياتهم الدنيا.
اخبروهم أننا فقط #نشتي_نعيش
..
عبدالرزاق العزعزي
ليست هناك تعليقات :