أَبَنَة داء الكَلَب المعدية

الأبَنَة هي مصطلح محلي يمني يعني: وجود مُحفّز داخلي للشخص، قد يكون محفزا للممارسة الجنسية أو لعمل شيء ما.
داء الكَلَب هو مرض مُعدٍ يصيب دماغ الكلاب فتسبب له الحكة والألم في الرأس ما يجعلها مسعورة تجري وتضرب رأسها عرض الحوائط وتقوم بِعَضّ أي شخص أمامها.
أَبَنَة داء الكلب المُعدية هي مصطلح محلي جديد يشير إلى إصابة البشر بأمراض أخلاقية تجعل منهم مسعورين في الانتصار لذاتهم التي تهدف لهزيمة العدو أي كان.. سواء كان عدو الكلمة أو عدو المنصب أو عدو السلاح أو..
مؤخرا انتشرت هذه الأبنة مع الانقسام المجتمعي الذي بدأ في 2011 ما بين (ثوري، بلطجي) و (منضم للثورة، خائن) و (منشقين عن الجيش، الجيش اليمني أو العائلي) أغلب المجتمع أصابتهم الأَبَنَة فانقسمو ثم تعاركو واستولوا على مناصب بعضهم وتقاتلوا في محافظات عديدة. الذين لم يصابوا بِأَبَنَة الانقسام؛ عانوا كثيرا، لكن جميعهم يعانون ممن أصابتهم بأبَنَة (البحث عن مصلحة) وهي أبنة معدية خطيرة تجعل من الشخص مزدوَج الشخصية؛ كردة فعل عدائية ضد الفقر.
الآن ومع كل إعلان هُدنة في ‫‏اليمن‬، تتوحد أَبَنَة داء الكَلَب المُعدية مع أَبَنَة البحث عن مصلحة وتقومان بخرق الهُدنة مما يترتب عنها اشتعال أَبَنَات كثيرة على مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي وتبدأ كل أَبَنَة بالتحريض على الأَبَنَة الأخرى التي تواجه كل الأَبَنَات بالتصعيد، تعمل كعمل (لوبي) مهتم بخرق الهدنة واستمرار الحرب والقصف، كما لو أن هناك لوبي مأبُون بالحرب.
أتساءل: ماذا لو توقفت الأَبَنَات عن العمل أو انشغلت بالبحث عن قضية أخرى كقضية المحشش الذي وجد الكنز ومازال يبحث عن الخريطة، على الأقل أثناء مفاوضات الكويت؟
  ..
عبدالرزاق العزعزي