Blogger templates

22 مارس 2018

عبدالرزاق العزعزي:

مجتمعاتنا صنعت بيننا وبين أمهاتنا علاقة سطحية.. تلاقي الجميع يقلك: "هذه أمك اللي حملتك تسعة شهور".

الأستاذ في المدرسة، الخطيب في الجامع، الصديق في الشارع، كلهم عملوا على تسطيح علاقة الفرد بوالدته بمسألة الحمل بتسعة أشهر.

طبعا المفترض أن لا يتم اختزال الأمومة بالحمل.. واختصار الحمل بهذه السهولة.. مبدئيا الحمل هو أيام طويلة من المُعاناة، سواء كانت تسعة أم سبعة أشهر، إنها فترات تعب طويلة تتنوع بين الغثيان ووجع الرأس والتقيوء وتغيرات هرمونية تقلب المزاج وزيادة وزن تعمل على جعل الحركة أصعب، اضافة إلى عدم القدرة على النوم المتواصل بسبب زيادة شرب الماء واستخدام دورة المياه بشكل متواصل ناهيك عن الكوابيس عند النوم وحرمان النوم على الظهر والبطن ما يؤدي في حالات كثيرة لليأس والاكتئاب أثناء الحمل.

حتى بعد الولادة لا تنتهي معاناة الأم. فعوضا عن اكتئاب ما بعد الولادة، ثمة رضاعة كل ساعتين لمدة أربعة أشهر وما يصاحبها من تجشيء الطفل وتغيير ملابسه وتنظيف أوساخه وتلميعه وسهر متواصل لاسكاته، ثم مرحلة الأكل والانتباه لكل التحركات وتعليمه الحركات من زحف وتقلّب ووقوف وحبي وووو.. وتلاقي واحد يجي يقلك بكل بساطة هذه أمك اللي حملتك تسعة اشهر.. وكأن علاقتنا بامهاتنا فقط حمل تسعة أشهر وخلاص.

أمهاتنا هن آلات تعمل من أجلنا دون أن ينتظرن أي مُقابل.. نحن أجزاء منهن.. عظامنا تكوّنت من الكالسيوم في عظامهن.. وتم حمايتنا بجهازهن المناعي الذي يتحوّل تلقائيا لحماية الجنين بدلا من حماية الأم التي تفقد القدرة على حماية نفسها كما تفقد الكثير من الحديد في دمائها لحماية جنينها.
أمهاتنا لسن مُجرّد ساهرات من أجل راحتنا.. أمهاتنا هن الحياة بكل ما تعنيه الكلمة.

عيد مجيد لكل أم.. ولكل امرأة تنتظر أن تكون أم

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد