Blogger templates

10 نوفمبر 2018



عبدالرزاق العزعزي:
في 18 فبراير 2011 كان الفنان نادر المذحجي أول فنان يزور ساحة تغيير صنعاء حينما قام الزميل أحمد عبدالرحمن بمهاتفته ودعوته للتطهر من مناصرته للنظام.. أتذكر جيداً ذلك اليوم الذي كان يلسعنا ببرده ولا نجد ما نلتحف به غير السماء التي أيضاً ذرفت علينا البرد من كل اتجاه..
وفي 10 نوفمبر من ذات العام، وبعد رحلة طويلة من مناصرته للنظام ودعواته المتعددة للحوار عبر صفحته على الفيس بوك أو قناته على اليوتيوب؛ قال أنه أكثر الشباب الذين اكتشفوا أن النظام الحكومي في اليمن لا يهم قضايا الشباب ولا قضايا الوطن، لكن ما يهمه هو البقاء في السلطة ولو على دماء الأبرياء.
نادر منذ 2008 وهو يطالب بأمواله العالقة بين أدراج المسئولين الذين استخدموه كثيراً وفرقته "النوادر الفنية" دون أن يكافئوه بأي شيء.. حتى أنه طيلة الأعوام الماضية كان ينتظر للمسئولين أمام بيوتهم ليحصل على توقيع قد يساعده في استحقاق أمواله التي ترفض "الجهات الحكومية" أن تعطيها له على الرغم من الوثائق التي سلمها إياهم، إلا أنه فوجئ بوفهات بنادق مرافقي حافظ معياد تشار نحوه ونحو الفنان الفقيد سام المعلمي عضو الفرقة والذي كان بجواره؛ لسبب بقائهم الطويل أمام بيت معياد!.
نادر المذحجي وفي خطوة أخيرة قدم شكوى للرئيس السابق عبر وسائل الإعلام وعبر جميع من يثق بهم بتوصيلها إليه ليطالبه بجميع مستحقاته العالقة عند من كان يظنهم رجال الوطن؛ لكن دون أي فائدة، ولم يلبث إلا قام بوقف مهرجانه "أعيادنا غير" الذي ينظمه في كل موسم لرسم البسمة على شفاه الأطفال في حديقة السبعين، ويعلل أن فرقة النوادر الفنية لا يمكنها أن تضحك أو تفرح في الوقت نفسه الذي تسيل دماء الأبرياء في تعز وصنعاء وأرحب وأبين وصعدة وكل محافظات اليمن..
أعلن حينها المذحجي أنه وجميع أفراد فرقة النوادر الذين يزيد عددهم عن مائة وعشرين فرداً ينضمون للثورة ويعلنون وتأييدهم لها؛ على الرغم من أن أكثر من عضو في الفرقة يرابط في ساحة التغيير دون علم المذحجي رئيس الفرقة؛ لكنه فوجئ بهذا حينما أعلن أنه ثائر جديد وسط فرحة عارمة من جميع الأعضاء المنتمون للفرقة..
يقول المذحجي أنه الآن أيد الاحتجاجات ليس لكونه يعلم أن النظام سيرحل؛ فهو يعلم منذ القدم أنه سيرحل.. لكنه يؤكد أن تأييده للثورة وتخليه عن تأييده للنظام جاء بعد قناعته بأن سلبيات النظام أكثر بكثير مما كان يتوقع.. وقال أنه الآن مع التغيير مهما كلفه ذلك.
يقول نادر "أنا من زمان كنت متأكد إن الرئيس بيرحل لكننا كنت واقف معاه عشان كنت متأكد إنه يدعم قضايا الشباب.. لكن الآن بعد اللي حصل لفرقتي وحصلي شخصياً من تهميش تأكدت إن الرئيس ما يهموش غير كرسيه وبس"..
يتحسر نادر بقوله "استشهد ابن عمي الدكتور أشرف المذحجي.. قصفت بلدي تعز.. تعرض أعضاء فرقتي للضرب في المسيرات التي كانوا يشاركون بها؛ لكني لم أستيقظ من غفلتي التي طالت كثيراً.." ويتمنى من الثورة أن تبني يمن المواطنة المتساوية ودولة الإنسان الحقيقي وتحاسب كل من وقف ضدها حتى المذحجي شخصياً..
موقف..أتذكر في 19 مارس وبعد يوم واحد من مجزرة جمعة الإنذار "الكرامة" قدمت استقالتي من عملي كمحرر لصفحة في ملحق فنون بصحيفة الجمهورية وأيضاً من فرقة النوادر الفنية بسبب مواقف الطرفين المعادية للثورة، ولكن بحسب العقد المبرم بيني وبين النوادر فقد رفض المذحجي قبول الاستقالة ووصلنا إلى اتفاق أن تأييده للنظام لن يدخل ضمن الأعمال المنشورة إعلامياً بسبب مواقفي المعادية له.. وأيضاً بحسب العقد فبإمكاني عدم تجديده بعد مضي عام كامل لتوقعيه الذي تم مثل هذا الوقت تماماً من العام الماضي.. وقبل أن أفاتح المذحجي بهذا فاجئني بتأييده للثورة وتسخير كل إمكانيات الفرقة لساحة تغيير صنعاء.

..
منشورة في 2011

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد