عندما يتحول الصحفي أو الإعلامي من خانة المحايد إلى خانة المحرض على المحايدين فتأكد أننا لا نملك وسائل إعلام مهنية، لذلك يصبح اعتيادياً أن يهاجم أحدهم إيران بكونها تدعم جماعة الانقلاب على السلطة ثم يصبح عضواً لدى جماعة الانقلاب ويتحول إلى مقاول تصريحات في الجبهة الإعلامية.. ويصبح من السهل على أحدهم أن يغازل إيران وينتهي به الأمر في قناة إخوانية، أو مدافعا عن رئيس يحاول أن يبقى رئيساً ولو على حساب الجميع.
حين يتخلى الصحفي عن شرف مهنته فمن الطبيعي أن يتخلى عن علاقاته الحميمية السابقة أو حتى الحالية، وقد يصل الأمر به حد التشهير بمن كان يعني له شيئاً كصديق حميم أو ما شابه.
أن ينسلخ الشخص من مهنته ومن علاقاته المجتمعية فهذا أمرا طبيعيا ويحدث كثيراً، لكن المؤسف هو أن تنقاد الجموع خلف المنسلخين، الجموع التي تعاني من استمرار الحرب والدمار والعزلة والموت بينما (أولئك) يبيعون الكلام خارج نطاق الخطر.
يبيعون الكلام فعلياً عبر القنوات وهدفهم أن يقبضوا وتتحول الجموع (فرداً وجماعات) إلى أهداف متعددة.
أفكر : ماذا لو توقف الجميع عن الحرب في الميدان وعن اشعالها في العالم الافتراضي: من سيقاتل حينها ومن سيحرض؟
ليست هناك تعليقات :