Blogger templates

7 يوليو 2012

منشور في صحيفة الشارع


اليوم.. تزدحم عدن بأفواج زائريها من كل محافظات ومناطق الجنوب، وأهالي عدن كعادتهم يرحبون بهم ويستضيفونهم في أجواء يسودها الود والإخاء وروح التضامن، فمأساتهم واحدة وهمهم واحد وعدوهم واحد كما يقولون..
واليوم سيحتفلون بوجعهم الثامن عشر وسيحييون الذكرى السادسة لإنشاء المجلس الأعلى للحرآك السلمي بقيادة الزعيم حسن باعوم، لذا لا يخفون تخوفهم من أي عمل إجرامي قد يستهدف احتفالهم..
ويصادف اليوم الذكرى الثامنة عشر لتحول حلم الوحدة إلى كابوس مرعب لكل جنوبي؛ فمنذ الأربعاء الماضي وعديد من الناشطين الشباب ينقمون ذكرى 7 يوليو؛ يوم اجتياح الجنوب.. ويعلنون تضامنهم مع إخوانهم في الجنوب الذين يعانوا منذ ثمانية عشر عاماً سوء اقحامهم في مربع الوحدة مع الشمال المغتصب لأراضيهم..
على صفحات "الفيس بوك" يتفق الشباب الجنوبي على رفع علم النرويج التي يكنون لها الاحترام بعد أن عمل موقع "عدن الغد" على إجراء مقابلة صحيفة مع السيدة ميريل ليراند نائبة رئيس حزب الحمر الاشتراكي في مملكة النرويج وهو أحد أبرز المملكة؛ أعلنت خلاله تأييدها لحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، مستنكرة الأوضاع المأساوية التي يعيشها "شعب جنوب اليمن" على خلفية أعمال القتل التي تنفذها قوات يمنية حكومية.
ونوهت أنهم يعتزم تنظيم أنشطة وفعاليات تضامنية مع "شعب جنوب اليمن" أمام البرلمان النرويجي بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لانهاء اجتياح الجنوب يوم 7 يوليو 1994 التي تصادف اليوم كما شنت هجوما حادا على الولايات المتحدة الأمريكية، وسياساتها في جنوب اليمن منتقدة تجاهلها للحالة الإنسانية المزرية هناك..
وعلى نفس الصفحات نكّس الشباب - غير الجنوبيين - صورهم الشخصية كنوع من التضامن مع القضية الجنوبية.. وعنها قال الزميل أحمد شوقي أحمد لـ"الشارع" أن تنكيس الصور تنقص من الكرامة، والجنوب يحتاج عدم الدخول في مشاريع سياسية مع من اغتصبوه وسرقوه وقتلوا أبناءه.. مضيفاً أن نصرة الجنوب هي محاربة التخلف داخله ورفض القاعدة والعنصريين والدوغمائيين والدُّهماء.. أما تنكيس الصورت فإنها نصرة للهزيمة..
بالمقابل عبّر عدد من ناشطي شباب الجنوب لـ"الشارع" عن رغبتهم في استعادة وطنهم المحتل والمدمر والمنهوب والمشرد باسم الوحدة التي قتلت أبنائها باسم الدين بعد فتاوي القتل المرعبة التي أطلقها منتمين لحزب الإصلاح ويرفضون حتى الآن الإعتذار عما فعلوه..
وقال ياسر الطيب كان أحد الجنود في لواء الوحدة بمطار الريان وأحد المشاركين في ضرب الجنوب، قال لـ"الشارع" أن المشكلة ليست في ذكرى اجتياج الجنوب، بل ما أتى بعدها.. وقال أنه أثناء مشاركته بالحرب كان الشعب الجنوبي له اليد الفاصلة في اجتياح بلدهم بوقوفهم مع النظام الشمالي الذي لم يرحمهم بعدها.. مشيراً أن مسألة تنكيس الصور أو رفع علم الجنوب لا تعبّر بالضرورة عن مطالب كل الجنوبيين..
الشعارات والصور المنشورة على صفحات التواصل الإجتماعي هي الأخرى عبّرت عن حجم وجع الجنوب لا سيما أن صُممت باللونين الأحمر والأسود

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد