Blogger templates

26 أبريل 2020



المرأة في المجتمع اليمني كائن ضعيف غير قادر على عمل شيء سوى إشباع الغرائز الجنسية للرجل وتنظيم عمل البيت.. هكذا ينظر مجتمعنا للمرأة؛ حتى الشرائح المثقفة!..
يقال أن الشباب يحملون فكراً أكثر انفتاحاً من الجيل السابق، ولكن ما أن تناقش بعضهم عن هذا الموضوع ستجده يخبرك بتعصب "ما مع المرأة إلا البيت"!..
2
تعمل المرأة كثيراً من أجل نيل بعض حقوقها المشروعة، فتصبح بذلك متمردة، ويطالب بعض المثقفين بدمجها في المجتمع فيصبح متعولم.. في كلتا الحالتين الأمر غير مرغوب فيه عند مجتمع يرى أن المرأة لا تملك سوى "مابين أرجلها"!..
يرى الرجُل أن رجولته تكمن في إحكام قبضته على نساء داره، ويسخر بعضهم لو رأى فتاة تقف بجوار رجُل بكل ثقة؛ ليهمز في إذن صديقه: " شكله بَرْمها"!..
3
يعزز ذلك السوء أغلب طلبة الجامعات الذين يقسمون بأنهم لن يتزوجوا من جامعيات حتى لو يكّن "آخر بنات في العالم".. ولو اخترق أحدهم هذا المفهوم سيجد والديه يصرخون: "تشتي تتزوج وحدة قد شافوها كل الناس.. يمين ما تتزوج إلا من حق البلاد"..
يمضي المجتمع الذكوري تدهوراً في قبول المرأة كشريكة له في البناء والتنمية، ويتحجج بأن: "صوت المرأة عورة، وهي ناقصة عقل ودين"..
الأصعب من ذلك أن تسخر النساء حينما يجدن فتاة تجاوزت أغلب العراقيل المجتمعة وأصبحت تعمل شريكة مع أخيها الرجل، "كلام خطير"..
4
أسوأ ما في الأمر أن يأتي أستاذاً في الجامعة ليقف أمام طلابه ناصحاً الطالبات بألا يقفن؛ مع أي طالب؛ كون ذلك خلوة.. ويؤكد أن كل شاب يقف أمام فتاة يبدأ بالتفكير بها جنسياً.. "وما يقول ذلك إلا حزن لما يحصل لطالباته" حد زعمه!!
يقسم ذلك الأستاذ أن أي شاب لا يفكر بزميلته جنسياً فعليه زيارة أقرب طبيب للتأكد من رجولته.. وهذا ليس إلا مرض أكاديمي عالٍ في الانحطاط الثقافي!..
أمثال هؤلاء يتوجب عليهم ترك المجتمع في حاله والانزواء في كهف ليبتعد عن كل أسباب الحزن، ويتوقف عن تقديم النصائح التي "توجع البطن"..
5
مجتمعنا الرجولي يحاول إثبات رجولته بكل وسائل القمع والاضطهاد والتعسف ضد المرأة؛ فيلجأ ليلاً لشراء المنشطات الجنسية؛ تأكيداً لذلك!..
دراسات عديدة تقول أن السوق اليمني أكبر سوق لتداول المنشطات الجنسية في الشرق الأوسط!..
تشوه ثقافي أصاب المجتمع اليمني منذ القدم ونحتاج لمعجزة لاستئصاله..
6
تشريعاتنا الدولية لا تكرّس لأي من هذه المفاهيم المرسخة تماماً في عقول الناس؛ فعقلية المجتمع اليمني "الذكوري" تحتفظ بمفاهيم متطرفة، متعنصرة.. نسجتْ لنفسها قوانين شفهية تجرم عليهم التعامل مع الآخر..
قوانين تسمح لهم بمحاربة الجنس الآخر لتكريس ثقافة النبذ المجتمعي.. وفرض سلطوية الرجل على المرأة.. تسمح بإقصاء نوعي لها، والتعامل معها بدونية بشكل أكثر قسوة..
7
المرأة منذ القدم استخدمت لصالح الرجل كثيراً؛ لكون الرجل القاضي والمفتي والشيخ والعلامة والمفسر وجامع الحديث، فكان من الطبيعي أن يُسِّخر كل سلطاته لمصلحته الذاتية..
أخيرًا
في الفترة القليلة الماضية عمل أحد طلبة كلية إعلام صنعاء على إظهار رجولته تجاه بعض من زميلاته، فقام بحقارة، بالتواصل معهن هاتفيًا وإخفاء نفسه تحت اسم "الرجل المجهول" ورصد تحركاتهن اليومية ليلجأ لتهديدهن ليالًا بأنه يعرف عنهن مالا يعرفن عن أنفسهن!!
ليس سوى غباء "مُذحّل" أصابه ومن أعطاه أرقامهن.. ولله في خلقه شئون!!
قفلة..
أنـا أنثـى.. أنـا أنثـى..
نـهار أتيت للدنيـا
وجدت قرار إعدامي..
ولم أر َ باب محكمتي
ولم أر َ وجه حكامي..
نزار قباني

..
منشور في صحيفة الانطلاق ابريل 2010

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد