Blogger templates

26 أبريل 2020



في إحدى الدورات التدريبية وأثناء تعريفنا بأنفسنا تفاجأت وأصدقائي بفتاة قامت بالتعريف عن نفسها بأنها "هيام العزعزي".. يا الله تخارجنا، عزعزية معي في الدورة؛ أكيد بتكون مراعة بنت مراع.
1
إلى هنا والحكاية عادية جداً.. ما حصل بعد ذلك أشعرني بالجنااااااااان.. يتخافت أصدقائي فيما بينهم فأسمع أحدهم "أول مرة ألقى بنت من العزاعز، والمشكلة إن العزعزي صاحبنا ما قد تكلم عن بنات العزاعز، شكلنا واخذين فيه مقلب" فيرد عليه الآخر بتأكيد كلامه مضيفاً "ما قد شفت عزعزي من قبل، حتى صاحبنا متفاجئ شوف كيف قد شكله"!.

2
حينها؛ لم تكن ملامح وجهي تغيرت أو أصابها أي نوع من الاستغراب، فمؤكد أن العزاعز تحوي عديد من ناشطات المجتمع المدني؛ وهذا ليس عيباً ولا يمنعه الميثاق اليمني ولم ترفضه المواثيق الدولية للأمم المتحدة ولا البرتوكولات العالمية أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. لكن الغريب أن نظرات أصدقائي وضحكاتهم بدأت تلتف حولي فأشعرتني بالإرباك سيما بعد أن سمعتُ أحدهم مازحاً يقول "لا وكمان معاهم بنات زي بقية الخلق"!.

3
مازلتُ حتى الآن أغالط نفسي بأن كل ما أسمعه ليس عني شخصياً أو عن العزاعز ككل، مازلتُ متأكد بأني أحلم بسماع كل ما يقال حولي.. وأثناء ما كنتُ كذلك تلقيت عدد من الأسئلة عنها وماذا تكون لي وهل هي من أسرتي أم لا نعرف بعضنا؟ عديد من الأسئلة تلقيتها ولم أستطع الرد عليها.. 
"آآآآآآآه يا وجعك يا قلب"..

4
ما أغاظني حقاً هو ثقافة زملائي الذين استغربوا وجود عزعزية في الكرة الأرضية؛ وكأن الله غضب علينا وجعلنا من أبناء جنس واحد..
"معقولة في بنت من العزاعز"!!. هكذا يستغرب أحد الأصدقاء!!!
حسبي الله ونعم الوكيل..
ما حدث في ذلك اليوم كان أشبه بمسرحية هزلية كنتُ فيها البطل الذي أتقنت بها دوراً ساخراً أضحكتُ به نفسي ليس إلا..

5
أحد الأصدقاء المحترمين توجه إليها مسرعاً بعد انتهاء اليوم التدريبي ليسألها "أيش يقعلك عبدالرزاق العزعزي؟" وثانٍ يقول "أنتي أخت عبدالرزاق العزعزي؟" وثالث يتساءل "تعرفي عبدالرزاق العزعزي؟".. أما آخرهم وأكبرهم فقد ذهب إليها وقال "ما دمتي تعرفي عبدالرزاق العزعزي فقولي أيش رأيك باليمن"!! ولستُ أدري كيف جاءه موضوع اليمن، هل هو تشكيك بانتمائنا لليمن أم -كما أعتقد- مراوغة لسماع صوتها من قرب للتأكد أكثر من كونها فتاة فيدرك أننا -العزاعز- كغيرنا من البشر خلقنا ذكوراً وإناثاً!..

6
أحمق ما في الأمر أن أحد الأصدقاء المقربين، نادى ذات مرات كثيرة بصوت مرتفع: يا عزعزي؛ فنلتفت الاثنين إليه ليذهب إليها ويخبرها بأنه لا يناديها بل ينادي عبدالرزاق؛ ثم لا أراه إلا مطولاً في الحديث معها ولا يريد مني شيئاً!..
لقافة مستمرة توجع البطن..

قفلة:
إحدى الزميلات أرسلت إليّ في تلك الليلة رسالة S.M.S تسألني من خلالها هل ما سمعته عن وجود فتاة من العزاعز معي في الدورة التدريبية صحيح أم إشاعة..
الله أكبر حتى طلاب الكلية صاروا على علم بذلك.. "مافيش فائدة، خربانة خربانة!"
لا شكر على واجب




..
منشور في صحيفة إيلاف سبتمبر 2009

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد