Blogger templates

21 يناير 2016



عبدالرزاق العزعزي:

"يشعُر المواطن اليمني بغياب عامل النظافة أكثر مما يشعُر بغياب رئيس الوزراء" مما قاله "صلاح علي صلاح – رئيس المركز اليمني لدراسة وتحليل الأزمات" لبرنامج "وجهة نظر" الذي يقدمه الزميل "نبيل الصوفي" على قناة اليمن اليوم.



الإرهاب في اليمن ليس صراعًا عقائديًا بقدر ما هو صراع سياسي و"مشكلة الإرهاب أن له جذور سياسية، ودوافع الصراع ليست عقائدية، حتى إن الصراع المتواجد في الإسلام هو صراع سياسي وليس عقائدي".

تحدث صلاح عن ذلك ودَليلُه "لنُمسك طرف الخيط؛ كان في قريش قبيلتين: بني عبد شمس التي ظهر منها الأمويين وبني عبد مناف التي ظهر منها الهاشميين؛ كان هناك صراع بين الأسرتين على سيادة قبيلة (قريش) بدليل إن (الوليد ابن المُغيرة) حينما سمع القرآن قال عليه: إن عليه لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمُثمِر وإن أسفله لمُغدِق وإنه يَعلو ولا يُعلى عليه، وحينما سألوه لماذا لا تُسلم؟ لم يستدعي الخلاف العقائدي ولم يقل إن هذا ما وجدنا عليه آبائنا وأجدانا، لكنه قال: نحن وبني هاشم كفَرسي رِهان".
ودَليلُ ثانٍ: حصار (شِعب بني هاشم) "كان المُحاصرين هم الهاشميين، مُسلمين وكفار وليس مُسلمين فقط".

ويضع دليل آخر بقوله: "حادثة أخرى وَقَعت في غزوة بدر عندما خرج ثلاثة من المشركين وثلاثة من الأنصار ليتبارزوا، إذا كان الخلاف عقائدي كانوا سيتبارزون لكن المشركين رفضوا ذلك وقالوا: يا محمد أخرج لنا نظرائنا من قومنا؛ فخرج ثلاثة هاشميين".


خلال الحلقة قال إن المشكلة الحقيقية وجود بُعد سياسي فيما يتم تصويره للناس على أنه صراعًا دينيًا بدليل إن المجتمع اليمني بطبيعته مُتسامح ومُتعايش دينيًا حتى إن الإسلام دخل اليمن برسالة واحدة لكن السخط المجتمعي الحالي هو نتيجة أفعال وقرارات خاطئة للنُخب والأحزاب السياسية.

نخب سياسية.. انعدام مسئولية:
هناك حالة من "انعدام المسئولية عند النُخب السياسية" التي تعمل على جعل كل طرف سياسي يتوجه بإلقاء اللوم على الآخر ويبقيه في الساحة السياسية ليكون شماعة يُعلّق عليه الأخطاء دون وجود أي شعور باحتياجات المواطن البسيط الذي يعيش حالياً في أسوأ حالاته.
يتمثل دور النُخب السياسية في إيجاد رؤية لما نعيشه اليوم ولما سنعيشه في الغد. لذلك اتهمها بأنها "جزء من المسئولية" وأنها لن تنتج أية حلول لأن كل طرف يحاول أن يحصل على مصالحه بدون أي إحساس أو مسئولية لما سيحدث للآخر "إنهم يدركون طبيعة الضعف الذي يعانوا منه فلماذا التكابر وجرّ البلد إلى مربعات العنف"؟

قال صلاح: "حل المشاكل والأزمات تتم بطريقة منهجية تُشبه منهجية 1 + 1 = 2. يجب على النُخب السياسية أن تكون على دراية ومعايشة لأوضاع البلد وواقعه وطبيعة تحولاته السياسية والجغرافية والثقافية ويجب أن تعيها حتى تستطيع حل مشكلات البلد".
وأشار إلى: "السبب يتحول فيما بعد إلى نتيجة والنتيجة تتحول إلى سبب كما حدث مع أنصار الله الذي كان نتيجة لصراع في الماضي وسيكون سببًا لأحداث مستقبلية، وما يُساعد على جعل النتائج إلى أسباب هي قدرة الناس على التواصل، فكلما أصبح الناس أكثر قُدرة على التواصل تحولت النتائج إلى أسباب بشكل سريع، وما نراه من تقلبات في الواقع اليمني هو نتيجة طبيعية جدًا لنتائج سابقة.

الحوارات المختلفة:
خلال الحلقة، تم مناقشة الحوارات المختلفة التي جرت بين القوى المختلفة في اليمن منذ قيام الجمهورية وانتهت بحروب وانتهاء بالحوار الذي تنادي به السعودية، قال: "إذا كانت التسويات تتحدث عن مشاكل اليمنيين فليس هناك خوف على البلد، ولكن الخوف حين تكون التسويات تهم غير اليمنيين وهذا ما أدى إلى عرقلة تحقيق أهداف ثورة 2011 لأن تطلعات الشعب كانت كبيرة والحامل السياسي كان ضعيف للغاية".
وأكد أن ما حدث في كواليس مؤتمر الحوار الوطني الشامل أنهم لم يناقشوا القضايا الأساسية عند الناس كزواج الصغيرات مثلًا ولكنهم ناقشوا مواضيع لا تهمهم مجتمعيًا بقدر ما تهم مصالح القوى السياسية.
قال أيضًا بأنه من الممكن مُعالجة الأزمة من خلال المخاوف التي تُعد قاسم مشترك ينبغي أن يلتف عليه الجميع ويعملوا على تجنبها؛ ولكن بحوار جاد يُراعي مصالح اليمنيين وليس مصالحهم فقط، كما يجب الاستفادة من أخطاء السابقين والعمل على تجنبها وليس اغفالها دون أي مراعاة لها.

أما عن حوار "مؤتمر الرياض" فقد أكد رفضه القاطع لها كونها "ليست دعوة حقيقية للحوار بقدر ما هي حشد مجموعة أطراف ضد أطراف أخرى".

تفكيك الأزمات:
"حين تريد أن تقوم بفك الأزمات يجب أن يتم مراعاة النُخب وخلفياتها، والمجتمع وتعقيداته، تركيبة المجتمع اليمني: قبلي. وبشكل عام انتقلت هذه التركيبة إلى مؤسسات الدولة فأصبح الوزير هو شيخ وزارته وأصبح أمين عام الحزب هو شيخ حزبه، والكثير من الأحزاب لديها هوة بينها وبين قواعدها، قيادة الأحزاب تغرد في وادِ والقواعد وآمالها وتطلعاتها في وادِ آخر وهذه حالة مشتركة بين كل الأحزاب".
قال بأن مشكلتنا تكمن في مجموعة من النُخب التي أنهكت نفسها وأنهكت البلد في صراعات قديمة ولا تريد أن تتجاوز ترسبات تلك الصراعات وتنتقل إلى الأمام، يجب عليها أن تفكر بالحياة والعيش الحقيقي فهم الآن غير قادرين على الخروج مع عائلاتهم للحديقة مثلًا بسبب ما جرونا إليه.

دور إعلامي سلبي:
صلاح حذّر اليمنيين بأن عليهم أن يحذروا من التعبئة التي يتم الترويج لها، مشيرًا إن هناك الكثير من الشباب وضعوا علم القاعدة في صفحاتهم الخاصة بالفيس بسبب الدور السلبي لبعض وسائل الإعلام.

قال بإن الدور السلبي للإعلام يزيد من تفاقم المشاكلات التي تعد أهمها "حالة الاحتقان" ولا يقوم الإعلام بدور جاد في معالجة هذه القضية، مشيرًا بأنه إذا استمر الإعلام في تعبئة المجتمع فهناك مخاوف من الاقتتال الطائفي في اليمن -كما حدث في لبنان- وقد ينتج عن هذا الأمر مبررات كثيرة لأي جريمة قتل.

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد