Blogger templates

22 يناير 2016

ناعومي كلاين - تصوير Murdo Macleod
إذا أردت فرض تغييرًا جديدًا ولا يتقبله الناس فقم بفرض خيار أكثر عنفا ثم مرر للناس خيارك الذي تريد.. هذا ما يسمى بالعلاج بالصدمة.
الصدمة هي الحالة المفاجئة القاسية التي نعيشها، خسارة كبيرة لقريب أو مبالغ هائلة أو حتى وطن تشتعل فيه الحروب فجأة وينهار كليا ويحدث فيه مجموعة اغتيالات للقادة العسكريين والسياسيين ويتم استنزاف طاقات الناس والتنكيل بهم ومن ثم يتم فرض نظامًا جديدًا يتقبله الجميع بعد أن يخسروا الكثير في الحرب ويكونوا مهيأين ومنتظرين لأي حل ينقذهم.
الكاتبة الصحفية "ناعومي كلاين" قالت إن ما يبقينا يقظين ومنتبهين وخارج نطاق تأثير الصدمة هو تاريخنا، لذا فإن حقبة أزمات كهذه التي نعيشها هي فترة ملائمة للتأمل مليا في التاريخ، التفكير في الاستمرارية، التفكير في الجذور وهي فترة مناسبة كي نضع أنفسنا داخل سياق أكثر شمولا من تاريخ الكفاح الإنساني.
تاريخنا الإنساني مليء بالحروب التي فرضت على الناس واقعا جديدا كالحملة الوحشية التي قادها نابليون بونابرت لفرض تطبيق مبادئ ‫#‏الثورة_الفرنسية‬ عنوة، ورحلة كريستوف كولومبس التي قضت على الهنود الحمر وعلاقة الإنسان بالطبيعة أو نازية هتلر التي أنتجت لنا كارثة ‫#‏الرأسمالية‬ التي تتحكم بحياة ومصير كل فرد في ‫#‏الأرض‬، كل جيوبهم وأرصدتهم البنكية وتتحكم في مصانع السلاح ومختبرات التجارب والطرق البحرية الاقليمية والشركات متعددة الجنسية والعابرة للقارات وكل ما من شأنه جعلك مديونا مفلسا بينما ‫#‏البنك_الفيدرالي_الأمريكي‬ يطبع لك النقود و ‫#‏البنك_الدولي‬ يقرضك ليكون أولادك مدانين.
‫#‏حالة_الصدمة‬ هي ما يحدث لنا عندما نفقد تماسك أعصابنا، عندما ننسى تاريخنا، عندما نصبح عاجزين عن التفكير بشكل صائب كما قالت كلاين.
دعونا نفكر بشكل جاد واستراتيجي كبشر جديرون بصنع شيء وليس مجرد التصفيق والتهليل وانتظار الحلول لنخرج أنفسنا من الحرب العبثية التي ستنتج لنا في الأخير حلا لايقاف الحرب وليس لايقاف اهدار كرامة ‫#‏الإنسان‬ والتنكيل بحقوقه
ولا تنسوا أن ما يحدث لنا هو مجرد ‫#‏علاج_بالصدمات‬

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد