منشور في صحيفة الشارع 28 يونيو 2012
قالت مصادر مطلعة لـ"الشارع" أن خلافات حادة
نشبت بين أعضاء اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية أمس الأول في اجتماعهم المغلق
على أثر اختيار ممثلين عن شباب الساحة تغيير صنعاء في اللجنة التحضيرية للحوار
الوطني..
وقالت مصادر خاصة أن الخلافات أدت إلى انقسام الأعضاء
إلى أربعة أطراف وكل طرف يسعى لفرض كلمته على الآخر بعيداً عن "اعتماد الحوار
القائم على أساس التسليم بالشراكة الوطنية بين كافة القوى والأطراف للوصول إلى
رؤية موحدة" كما تقول وثيقة الانقاذ الوطني..
ووفقاً للمصادر فإن التجمع اليمني للإصلاح يحاول أن يفرض
أتباعه كممثلين عن ساحات صنعاء وتعز في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، أو أن يضع
اسم الممثل بعيداً عن حزبه ولكن من المتعاطفين معه، وهذا ما أدى لأزمة عنيفة بين
أعضاء اللجنة التنظيمية الذين يرون أنه يجب أن يكون ممثل ساحة تغيير صنعاء من
المنتمين لليسار وقوى الحداثة، وممثل ساحة تعز من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري..
وطبقاً للمصادر فإن أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للثورة
الشبابية وينتمي لحزب الإصلاح تواصل مع المركز الإعلامي للساحة وأبلغهم أن ينشروا
بياناً بأنه تم اختيار ممثل لساحة صنعاء، بيد أن بقية الأعضاء أعادوا التواصل مع
المركز وأكدوا له ألا ينشر أي بياناً كون الأمر لم يحسم بعد..
"الشارع" تواصلت مع المركز الإعلامي الذي أكد
أن أعضاء اللجنة تواصلوا معه مرتين، وقال أيضاً "الخلافات بينهم نشبت أمس
الأول وأعتقد أنها حُلت فيما بينهم" بالمقابل أفاد لنا أن أحد أعضاء المركز
الإعلامي أن الإصلاح أخبرهم ببدء حملة على شبكة التواصل الإجتماعي "فيس
بوك" ليتم خلالها ترشيح أحد أربعة أسماء كممثل لساحة تغيير صنعاء وتم وضعها
من قبل الأطراف الأربعة المنقسمة في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية..
الخلافات الحادة انتقلت لشبكة التواصل الاجتماعي بعد أن
نفّذ المركز الإعلامي التعليمات التي وردت إليه فقام بوضع سؤال يقول "من ترشح
برأيك لتمثيل ساحة التغيير بصنعاء في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطنى"
ووضع الأربع الأسماء المختلف عليها من قبل أعضاء تنظيمية الثورة وهم "رضوان
مسعود، مانع المطري، وليد العماري وعبدالهادي العزعزي" وحتى الآن تشير
النتائج لتقدم كبير لعضو اللجنة مانع المطري الذي يبعد بأصوات كبيرة عن أقرب
منافسيه وليد العماري..
المصادر لا تستبعد أن يتم حل إشكالية ممثل ساحة صنعاء بأسرع
وقت لاسيما أنه هناك ثلاث ساحات أخرى تنتظر تمثيل أحد شبابها.. فالمقاعد التي حصل
عليها شباب الثورة في اللجنة عددها أربعة مقاعد للذكور ومقعدين للإناث، وسيتم
اختيار ممثلين من ساحة صنعاء، تعز، عدن وحضرموت؛ كنوع من التوزيع المتساوي بين
المحافظات الشمالية والجنوبية.. لكن مصادر أخرى قالت أن حزبي الإصلاح والاشتراكي
اتفقا على إخراج باقي الأحزاب من اللعبة السياسية حيث تم وضع اسم أحد الشباب غير
المنتمين للإصلاح كممثل لساحة تغيير صنعاء وهو عبدالهادي العزعزي، بينما أخذ الحزب
الإشتراكي محافظة عدن وأخذ الإصلاح حضرموت، وبقي ممثل عن ساحة تعز حيث سيتم
السيطرة عليها من قبل الإصلاحيين الذين لم ينتظروا كثيراً حيث قدموا اسم الممثل
لهم وهي فتاة، ليعملوا على تقديم ممثل آخر عن الشباب من أتباعهم..
ويشير مصدر آخر وجود ثغرة أخرى يحاول حزب الإصلاح التستر
عليها وهي المقاعد الخاصة بالمرأة، حيث تملك المرأة خمسة مقاعد في اللجنة
التحضيرية وسيتم اختيارهن من ناشطات المجتمع المدني، بالمقابل هناك أربعة مقاعد
لمنظمات لمجتمع المدني ولم يستبعد المصدر أن يتم الاستحواذ على مقاعد النساء من
قبل ناشطات الإصلاح..
مصادر الصحيفة تؤكد أن الاصلاح يسعى للاستحواذ على أكبر
نسبة من مقاعد اللجنة التحضيرية للحوار متناسين أن قرار تمثيل ساحة صنعاء أو غيرها
يرتبط تمام الارتباط بالساحات والمكونات الأخرى، ناهيك عن إخراج الشباب المستقلين
خارج المعادلة السياسية وإقصائهم بشكل ملحوظ للغاية، حيث من المفترض أن الأحزاب
السياسية والقوى الأخرى قد تقاسمت مقاعدها منذ البداية وبقي مقاعد شباب الساحات
الذي لا يجب أن يمثلهم شباب ينتمون لأحزاب سياسية؛ بل من الواجب أن تمنح للمستقلين
الذين يرابطون منذ إنطلاق الثورة في الساحات وميادين النضال والحرية..
ليست هناك تعليقات :