Blogger templates

آخر المواضيع

    7:41 PM

9 يناير 2020

ملف: تفاصيل ثورية سرية
معلومات لم يتم التطرق لها إعلامياً أثناء الاحتجاجات اليمنية في الربيع العربي
نشر في صحيفة المنتصف يوم 11 - 02 - 2013








دعمنا شباب الساحات لبناء دولة مدنية ولكن هناك قوى اتجهت للعنف ونهب المؤسسات
يحيى محمد عبدالله صالح قدّم دعماً سخياً لشباب الثورة، سواء دعمهم مباشرة أو عبر المكتب الخاص به، وما قدمه لم يقتصر على صنعاء فقط بل تعدى ذلك دعم الشباب المؤمنين بالدولة المدنية بمفهومها الشامل في ساحة تعز، كان دعمه مادياً ولوجستياً وبعض النصائح لشباب الساحات من خلال اللقاءات معهم..وفي مقابلة أجرتها الصحيفة معه قال إن الدعم الذي قدمه لم يكن عفوي، ففكرة إنشاء دولة مدنية كانت تراوده منذ القدم وخصوصاً بعد إنشاء ملتقى الرقي والتقدم الذي يسعى للتأسيس لدولة مدنية حضارية من خلال أعماله المدنية المتعددة لاسيما دعم وتشجيع المرأة للدخول في الانتخابات، مشيراً إن الاحتجاجات كانت بدايتها عفوية ضد رموز الفساد الكبيرة فرأينا أن هذه الحركة قد تساعد الدولة وتحقق أحلامها لبناء دولة مدنية.. وإليكم نص المقابلة:

- لماذا قدمتم دعماً لشباب الثورة الذين خاطبكم بالرحيل؟
الدعم الذي قدمناه لم يكن عفويا، ففكرة إنشاء دولة مدنية كانت تراودني منذ القدم وخصوصاً بعد إنشاء ملتقى الرقي والتقدم الذي يسعى لتأسيس دولة مدنية حضارية، ويظهر من خلال أعماله المدنية المتعددة لاسيما دعم وتشجيع المرأة للدخول في الانتخابات..
وبحكم معرفتي الشخصية ببعض القيادات داخل الساحة قمنا بالتواصل معهم ودعمهم لغرض إنشاء دولة مدنية بطريقة سلمية وحضارية في إطار الدستور وبأسلوب سلمي وحضاري، وكمحاولة لتوحيد صفوفهم الشبابية وليستطيعوا إنشاء كيان شبابي بأسلوب حضاري فيكون مشمولاً ضمن الحوار..
أيضاً كان تقديم الدعم لهم بغرض كسب طرف خالٍ من العنف.. وهم الطرف الأكثر مدنية وثقافة وحضارية في الوسط المجتمعي..

- هل كان دعمكم للشباب يتم بشكل سري؟
كلا، فبعض الشباب أعرفهم شخصياً وكان اللقاء يتم بطريقة مباشرة، وبعض الدعم كان يتم عبر المكتب، ونحن لم نكن نخفي أي شيء، ولكن الشباب يخفون ذلك لعلمهم أن هناك أطراف تريد الانقضاض على المشروع المدني والحداثي؛ فكانت تطلق ضدهم اتهامات متعددة، وهذا ما جعلهم يخفون مصدر الدعم الذي تحصلوا عليه..
كان تواصلي معهم لأن البلد يثار فيها الفوضى التي اشعلته القوى القبلية والعسكرية والسياسية التي اتجهت نحو العنف وقطع الطرقات وتخريب المؤسسات ونهبها وحرقها..
تعاملنا كان يتم بشفافية ووضوح خالص لأن هدفهم الشباب المستقل بناء الدولة المدنية، وهذا هو هدفنا أيضاً، وكانوا متفهمين أن اسقاط النظام في الدولة يختلف عن اصلاحه وهم كانوا مع هذه الفكرة وهذا ما كان يؤمن به أطراف في الدولة..

- وهل ما زال التواصل قائم بينك وبين الشباب؟
مازال التواصل مع الشباب قائم.. لكننا نشعر أنهم يتعاملوا معنا بحذر خوفاً من القوى المتطرفة التي ستعمل على إثارة فوضى إعلامية ضدهم واتهامهم بأنهم انقلبوا على المشروع المدني مع إنهم الذين انقلبوا عليه، وليس الشباب..

- لكن إذا كان تواصلكم من أجل بناء الدولة المدنية؛ فأين كنتم سابقاً للعمل على هذا المشروع؟
أنا حاولت كثيرًا مساعدة البلد لتتخلص من القوى الفاسدة والمتخلفة التي كانت تسيطر على مفاصل الدولة وتعرقل التقدم والمدنية، وقمت بتأسيس ملتقى الرقي والتقدم الذي قام مؤخراً بتكريم الدكتورة أروى عون كإحدى القيادات في الساحة ايماناً منا بقضيتها وحضاريتها ودورها، وتم تكريمها كشخصية العام المنصرم..
كما أننا أول من تبنى إشراك المرأة في العملية السياسية خصوصاً الانتخابات وقمنا بالتأكيد على أن تكون المرأة متواجدة في اللجنة العليا للانتخابات، كما أننا أول من طبق نظام "الكوتا" في لائحتنا الإدارية..

- هل كان الدعم لساحة تغيير صنعاء فقط؟
كلا.. الدعم لم يقتصر على صنعاء فقط فقد دعمنا أيضاً ساحة تعز للشباب المؤمنين بالدولة المدنية بمفهومها الشامل..
وأود الإشارة إلى أن الدعم لم يكن مالياً فقط، فقد كان هناك دعماً لوجستياً من خلال تقديم الاستشارة لهم، وأيضاً مساعدتهم في توفير أي احتياجات عينية لهم..

- ألم يسبب لك توفير الدعم للشباب المعارض لكم أي نوع من المشاكل؟
بلا، فقد حدث ذات مرة أن قدمت مجموعة كبيرة من الفانلات والكابات لمجموعة من الشباب الذين قاموا بتوزيعها لساحات صنعاء وعدن وتعز الحديدة، فتم الامساك بهن في نقطة تعز الأمنية الذين أخبروهم الشباب أنهم حصلوا عليها كدعم مني..
هذا الأمر سبب ربكة كبيرة للأجهزة الأمنية الذين قالوا بأني من أدعم وأقوم بتمويل الحركة الاحتجاجية، وتلقيت اتصالات عديدة مساء ذلك اليوم، وما زاد الأمر تعقيداً أن الشباب قاموا بالطباعة على الفانلات والكتابة عليها بشعارات من الساحة..


عن الاحتجاجات اليمنية..

- كيف كنتم تنظرون للاحتجاجات اليمنية؟

الاحتجاجات كانت بدايتها عفوية ضد رموز الفساد الكبيرة، وكنت أنظر إليها أنها حركة شبابية ستساعد الدولة وتحقق أحلامها لبناء دولة مدنية، وكنت مؤمن، بحق، أن الاحتجاجات الشبابية المستقلة تهدف لبناء الدولة المدنية ولا تهدف لأي استغلال سياسي، ولكن هذا لم يحدث..

- وماذا حدث بعد ذلك؟
تم الانقلاب على المشروع الشبابي المستقل من قبل القوى التي انتفض الشباب ضدها، وبدورها انحرفت عن مشروعهم وحولوه إلى انقلاب عسكري قبلي وأظهروا ثأرهم السياسي القديم، خاصة بعد تبنيها العنف وقطع الطرقات والاستيلاء على المؤسسات التي تعد ملكاً للشعب..
أيضاً الانقلاب على المؤسسات الأمنية التي تعد صمام أمان البلد، مما أظهر أنهم يحملون مشروعاً يختلف عن بناء الدولة المدنية وهو مشروع الانقلاب على الحكم..
وبعد سيطرة القوى القبلية والعسكرية والحزبية على الساحة، انسحب كثير من الشباب والمثقفين منها، سيما بعد افراغها من مشروعها الحداثي والمدني، خصوصاً أن القوى التي سيطرت على الساحة كانت منظمة بدرجة كبيرة وتملك دعم مالي وإعلامي داخلي وخارجي..

- لماذا برأيك لم يحاول الإعلام تحسين هذه الصورة للمجتمع؟
الإعلام بشكل عام لم يكن يتعاطى مع الشباب المستقلين وقام بتهميشهم تماماً.. ولكن انظر لإعلام الساحات بشكل خاص فقد تم تدمير المنصات الخاصة بالشباب لأنها كانت خارجة عن السيطرة والخطابات الخاصة بمن استولى على ثورة الشباب وحولها إلى مشروع للانقلاب على الحكم..
أذكر أني قبل هذا اقترحت على الشباب انشاء منصة خاصة بهم لتحوي ساحتهم على تعدد فكري وفني وثقافي، ولكن تم الاعتداء وتكسير منصاتهم واطلاق التهم ضدها، وهذا ناتج عن أن القوى التي لا تؤمن بالتعددية قامت بإقصاء الشباب كما قامن بإقصاء شريكها في الحكم وأيضاً في القوى المدنية الأخرى..

- ما الكلمة التي تريد توجيهها للشباب المستقلين؟
نؤمل منهم تقييم المرحلة الحالية لليمن وإعادة بناء تحالفات جديدة مع قوى تؤمن بهم؛ لإعادة المشروع المدني بغض النظر عن أي خلافات سابقة، ونحن نمد أيادينا للشباب مع أننا نعرف أنهم قاموا بالحركة ضدنا، لكننا نعرف أنهم لم يقوموا بها ضد أشخاص بعينهم ولكن ضد قوى تقف في طريق المدنية..

عن المدون عبدالرزاق العزعزي

صحفي من اليمن، مهتم بالقضايا المجتمعية
»
السابق
تفاصيل ثورية سرية.. الدعم الذي قدمه خالد الرضي ويحيى صالح
«
التالي
تفاصيل ثورية سرية.. الارياني يحاول صياغة رؤية شبابية مشتركة

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد